من المصحف (١)، صارت جزءا من علوم القرآن، وهي توضح ما يتعلق بشكل المصحف وما لحق بعض جوانبه من تطور.
أولا- علم رسم المصحف:
تعني عبارة (رسم المصحف) طريقة رسم الكلمات في المصحف من ناحية عدد حروف الكلمة ونوعها، لا من حيث نوع الخط وجماليته، ويستند رسم الكلمات في المصحف إلى طريقة رسمها في المصاحف التي نسخت في خلافة عثمان، رضي الله عنه، والتي عرفت في المصادر الإسلامية باسم المصاحف العثمانية، نسبة إلى سيدنا عثمان لكونه هو الذي أمر بنسخها وإرسالها إلى البلدان خارج الجزيرة العربية، كما صار رسم الكلمات فيها يعرف بالرسم العثماني (٢).
وقد حافظ المسلمون على رسم الكلمات في المصحف كما جاءت في المصاحف العثمانية الأولى، مع ما في عدد منها من حذف بعض الحروف أو زيادة بعضها، اقتداء بعمل الصحابة، رضي الله عنهم، وكان الإمام مالك (ت ١٧٩ هـ) قد سئل: «أرأيت من استكتب مصحفا اليوم، أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء (الإملاء) اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى» قال أبو عمرو الداني: ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة (٣). وظل هذا الموقف من الالتزام بالرسم العثماني في كتابة المصاحف إلى زماننا (٤).

(١) ينظر: محمود عباد محمد: خط وتذهيب وزخرفة القرآن الكريم حتى عصر ابن البواب، رسالة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة بغداد ١٩٩١.
(٢) ينظر: غانم قدوري حمد: رسم المصحف ص ١٥٥ - ١٥٧.
(٣) المقنع ص ٩ - ١٠.
(٤) أصدرت لجنة الفتوى في الأزهر سنة ١٣٥٥ هـ فتوى بعدم جواز طبع المصحف بالإملاء الحديث (ينظر: مجلة الأزهر مج ٧ ج ١٠ شوال ١٣٥٥ هـ- باب الأسئلة والفتاوى).


الصفحة التالية
Icon