للنزول، أو ما كان جوابا نزل به الوحى لسؤال سائل.
٤ - اتفاق جيلهم على الفهم العام لمعظم آيات القرآن باعتبار معايشتهم لنزوله، وعدم اختلاف مفسريهم إلا فى النادر القليل.
٥ - قلة الاستنباط الفقهى لقلة الحوادث والواقعات والمستجدات.
٦ - الاقتصار على التفسير لغريب الألفاظ التى كانت تغيب على معرفة البعض منهم لكونه على لغات قبيلة دون أخرى مثلا.
تلكم هى المرحلة الأساسية فى بيان مراد كلام الله- تعالى- وهى مرحلة كريمة لها طابع نورانى لم تشبها شوائب عقلية، ولا إحن مذهبية.. لك أن تسميها باسم المرحلة الأولى فى التفسير، ولك أن تسميها باسم الصحابة رضوان الله عليهم...
المهم عندنا أن مصدرها نبع صاف.. وموردها صاحب كريم.
مبحث فى: التفسير فى عصر التابعين ومدارسه
تمهيد: بدأت الفتوحات الإسلامية فى أواخر عهد النبى صلّى الله عليه وسلّم، ثم بدأت تتسع شرقا، وشمالا، وغربا، حتى أتت على مملكة كسرى، والروم، ومصر، وما لبث الجهاد أن حمل الصحابة- رضوان الله عليهم- إلى كل هذه البلدان واستقر العديد منهم فيها، والتف الناس حولهم متشوقين إلى هؤلاء النفر الكرام البررة الذين رأوا النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، وعاصروا الوحى، ونالوا شرف القتال فى الغزوات الكبرى.
ومع ذلك فقد تفرغ منهم للعلم فى موطن الوحى عبد الله بن عباس فى مكة، وأبىّ بن كعب فى المدينة فلم يشأ كل منهما أن يغادر موطنه الذى ولد فيه فنشأت على أكتافهما مدارس التفسير فى الحرمين الشريفين. بينما استقر علىّ ومن قبله ابن مسعود فى العراق فقامت بهما مدارس التفسير فيه.