من الهمزة هاء نحو هردت في أدرت، وهياك في إياك، وهرقت في أرقت، ومنهم من يقول هي عند البزي وابن ذكوان والكوفيين للتنبيه، وعند قنبل وورش مبدلة وعند قالون وهشام والبصري تحتمل الوجهين وجرى عمل المتأخرين على اقتران توجيهها بقراءتها ولهذا تعسرت الآية وتخلطت قراءتها على كثير من الطلبة، وهذا التوجيه قال المحقق: تمحل وتعسف لا طائل تحته، ولا فائدة فيه لا سيما على الطريق الأولى، فإن تعسفها ومصادمتها للأصول لا يخفى.
والعجب لهم كيف قرنوا توجيه هذا الآية بقراءتها، وما الفرق بينها وبين سائر الآيات فإن ادعوا عسرها دون غيرها قلنا ممنوع بل مماثلها كثير بل ثمت ما هو أعسر منها والعمدة على ثبوت القراءة لا على توجيهها، ولا شك أن قراءة هذه الآية ثابتة بالتواتر فيجب علينا قبولها عرفنا توجيهها أم لا فمن فتح الله له باب توجيه معرفتها فهو زيادة علم، ومن لم يفتح له فلم يمنعه ذلك من قراءتها، ونحن نذكر كيفية قراءتها على وجه سهل يسير مع بيان توجيهها تبعا لهم لكن على الطريقة الثانية، لأنها أقرب للصواب إلا ما ذكروه لهشام من أنها مبدلة فهو مشكل فنقول وبالله التوفيق: الوقف في هذه الآية على علم الأول كاف، وعلى الثاني أكفى وعلى تعلمون تام، ولا تختلف قراءاتها باختلاف الوقف عليها فنبدأ بقالون بإثبات الألف بعد الهاء وتسهيل الهمزة، وإسكان ميم الجمع مع قصر هاء هؤلاء ومده فالأول على أنها مبدلة وهو الأحسن، والألف فاصلة أو أنها للتنبيه، وقصرت للفصل حكما أو لتغير الهمزة على قاعدة:
وإن حرف مد قبل همز مغير الخ.
والثاني على أنها مبدلة فهما بابان فلا تركيب أو أن ها للتنبيه وقصر لتغير الهمزة وهذا وجهان.
الثالث: مدهما على أن هاء للتنبيه، ولم يعتبر الفصل ولا التغيير، ولا


الصفحة التالية
Icon