القرشي عن السوسي، وليس ذلك من طرقنا، وقول صاحب التيسير وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة لا يدل على ثبوته من طرقه فإنه قد صرح بخلافه في جامع البيان فقال إنه قرأ على أبي الفتح في رواية السوسي من غير طريق أبي عمرو أن موسى بن جرير فيما لم يستقبله ساكن وفيما استقبله بإمالة فتح الراء والهمزة معا، وقال بعده وانفرد الشاطبي بالخلاف عن شعبة في إمالة الهمزة من رأى الذي بعده ساكن نحو رأى القمر، وعن السوسي بالخلاف أيضا في الراء والهمزة معا أما إمالة الهمزة عن شعبة فإنه رواه خلف عن يحيى بن آدم عن شعبة حسبما نص عليه في جامعه حيث سوى في ذلك بين ما بعده متحرك وما بعده ساكن ونص في مجرده عن يحيى عن شعبة الباب كله بإمالة الراء ولم يذكر الهمزة، وكان ابن مجاهد يأخذ من طريق خلف عن يحيى بإمالتهما ونص على ذلك في كتابه وخالفه سائر الناس فلم يأخذوا لشعبة من جميع طرقه إلا بإمالة الراء وفتح الهمزة وقد صحح الداني الإمالة فيهما يعني من طريق خلف حسبما نص عليه في التيسير فظن الشاطبي أن ذلك من طرق كتابه فحكى فيه خلافا عنه والصواب الاقتصار على إمالة الراء دون الهمزة من جميع الطرق التي ذكرناها في كتابنا ومن جملتها طرق الشاطبية والتيسير، وأما إمالة الراء والهمزة عن السوسي فهو مما قرأ به الداني على شيخه أبي الفتح من غير طريق ابن جرير وإذا كان الأمر كذلك فليس إلى الأخذ به من طريق الشاطبية والتيسير ولا من طريق كتابنا سبيل انتهى ببعض تصرف للاختصار والتوضيح.
الثالث: إمالة البصري لهمزة رأى كبرى وسواء كان مما لا ساكن بعده أم بعده ساكن ووقف عليه فإن حكمه يرجع إلى ما لا ساكن بعده ولا ينبغي أن يتعمد الوقف عليه لأنه ليس بتام ولا كاف لا يخفى.
الرابع: لو وقف ورش عليه فهو على أصله من المد والتوسط والقصر لأن الألف من نفس الكلمة وذهابها وصلا عارض فلم يعتد به قال المحقق: وهو من المنصوص عليه، ومثل رأى القمر ورأى الشمس تراءى الجمعان فافهم.