المعنى النضر بن شميل، والفراء، وغيرها، ويرون أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها بل هو وجه أي سبيل مقصود وهو أحد معاني الوجه لغة أحبته العلماء، اختاروه لهم.
ثم استأنف فقال: وفيها أي في البسملة لمن لهم التخيير خلاف في إثباتها وحذفها مشهور كشهرة ذي العنق الطويل بين أصحاب الأعناق القصيرة وهو كذلك في كتب أئمة القراءة وعليه فلا رمز لأحد في البيت والله أعلم.
وإنما اختلفوا في الوصل ولم يختلفوا في الابتداء لأنها مرسومة في جميع المصاحف فمن تركها في الوصل لو لم يأت بها في الابتداء لخالف المصاحف وخرق الإجماع ولا خلاف بينهم في حذفها من أول براءة لأنها لم ترسم فيه في جميع المصاحف وإن وصلتها بسورة أخرى كالأنفال أو غيرها فيجوز لجميع القراء الوصل والسكت والوقف وكل من بسمل بين السورتين فله ثلاثة أوجه:
الأول: الوقف على آخر السورة وعلى البسملة قال الجعبري: وهو أحسنها.
الثاني: الوقف على آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة.
الثالث: وصلها بآخر السورة وبأول الثانية.
ويمكن وجه رابع وهو:
وصلها بآخر السورة والوقف عليها وهو لا يجوز، لأن البسملة لأوائل السور لا لأواخرها وهذه الأوجه على سبيل التخيير لا على وجه ذكر الخلاف فبأي وجه منها قرأ جاز ولا احتياج إلى الجمع بينها في موضع واحد إلا إذا قصد القارئ أخذها على المقرئ لتصح له الرواية لجميعها فيقرأ بها، ويقرأ بعد ذلك بأيها شاء.