بحركة ما قبلهما، والذي قبله مذهب سيبويه وهو يدبرهما بحركتها فتجعل بين بين، وهنا تم الكلام في المتطرف والمتوسط بنفسه.
والهمز الاوّل إذا ما اتّصلا | رسما فعن جمهورهم قد سهّلا |
ثم أخذ في الكلام في الهمز المتوسط بغيره، وهو ما إذا كان أول كلمة ودخل قبله ما صار به متوسطا، وهو على نوعين: الأول ما اتصل في الرسم، وسمي متوسطا بزائد نحو
«يا أيها، وها أنتم، وبأي، وكأنهم، فإنهم، وأخاه، والأرض، والإيمان، والأولى» فجمهور القراء سهلوه: أي خففوه على ما تقدّم، وإن كان قبله ألف فبين بين، وإن كان قبله ساكن فالنقل، وإن كان قبله متحرك، فعلى ما تقدّم إن كان مفتوحا وقبله مكسور فياء أو مضموم فواو، وإلا فبين بين؛ وذهب الباقون عن حمزة إلى تحقيقه من غير تسهيل شيء منه وهو مذهب ابن غلبون ومكي وجماعة، والمراد بقوله الأول الواقع في أول الكلمة نحو
«أتى» إلى أنها
«أنتم أولاء» وقوله سهلا: أي خفف على ما تقدّم.
أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح | لا ميم جمع وبغير ذاك صح |
أي وإن لم يكن متصلا رسما بل منفصلا، فلا يخلو إما أن يكون ساكنا صحيحا نحو
«قل إن، قد أفلح» أو ما في حكمه نحو
«فاسعوا إلى، وابني آدم»، أو يكون غير ذلك، فإن كان صحيحا أو ما في معناه فاختلفوا أيضا في تسهيله وتحقيقه، والأرجح تسهيله بالنقل وهو الذي زاده الشاطبي على التيسير ومذهب صاحب الروضة المالكي وأبي العز وغيرهم، واستثنى هؤلاء من هذا الأصل ميم الجمع فلم ينقلوا إليها وإن كان ساكنا صحيحا، ولم يستثنه الشاطبي ولا بد من استثنائه قوله: (وبغير ذلك صح) أي وبغير أن يكون منفصلا بعد ساكن صحيح أو ما في حكمه كأن يكون بعد ساكن وهو حرف مد نحو
«بما أنزل، قالوا آمنا، وفي أنفسكم» أو يكون محركا بعد محرك في أقسامه التسعة فإن تسهيله أيضا صح رواية بحسب ما تقدم من بين بين وغيره وإن لم يذكره الشاطبي فهو الذي عليه أكثر العراقيين، ولم يذكر الحافظ أبو العلاء غيره؛ إلى هنا تم جميع أقسام الهمزة ساكنة ومتحركة ومتوسطة ومتطرفة وأنواع تخفيفه القياسي، وبقي التخفيف الرسمي مما ذكره بعض القراء عن حمزة وسيأتي الكلام عليه بحقه.