خوطبوا بالفروع والتشريعات التفصيلية.
٢ - محاجة المشركين ومجادلتهم وإقامة الحجة عليهم في بطلان عبادتهم الأصنام وبيان أنها بمعزل عن الألوهية واستحقاق العبادة وأنها لا تضر ولا تنفع ولا تخلق، ولا تحس، ولا تعي أي شيء، ودعوتهم إلى استعمال عقولهم ونبذ التقليد بغير حجة وعلم قال تعالى: بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) [الزخرف: ٢٢ - ٢٤] وقال سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١) [لقمان:
٢١]، وإقامة الأدلة على أن القرآن حق لا شك فيه، وأنه من عند الله، وقد وقع التحدي بالقرآن في ثلاث سور مكية ولم يقع التحدي به في القسم المدني إلا في سورة البقرة.
٣ - الدعوة إلى أصول التشريعات العامة والآداب والفضائل الثابتة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان ولا سيما ما يتعلق منها بحفظ الدين والنفس والمال والعقل والنسب وهي الكليات الخمس التي تتفق فيها جميع الشرائع السماوية وذلك كالحث على الثبات على العقيدة والاستهانة بكل شيء في سبيلها والأمر بالصلاة والصدقة، والصدق، والعفاف وبر الوالدين، وصلة الرحم، والعفو، والعدل، والإحسان والتواصي بالحق، والخير، والصبر، والنهي عن القتل، ووأد البنات، والظلم، والزنا وأكل أموال الناس بالباطل وذلك مثل قوله تعالى في أواخر سورة الأنعام: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ الآيتين (١)، وفي سورة الأعراف: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩) وفي سورة النحل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ الآية، وقوله تعالى في سورة «ن» وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) الآيات.

(١) استثنى بعض العلماء قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا الآيات وقال: إنها مدنية.


الصفحة التالية
Icon