وأصبح لهم كيان ودولة وسلطان، ومن شأن الجماعة التي لها رابطة تربطها أن تكون في مسيس الحاجة إلى تشريع يتكفل بما تحتاج إليه في دينها ودنياها، وأيضا فالتشريعات العملية مرتبطة بسلطان الحكم التنفيذي فلا تشريع لمن لا يملك حكم التنفيذ فمن ثم جاءت التشريعات المدنية على ما ذكرنا.
٢ - محاجة أهل الكتاب وبيان ضلالهم في عقائدهم التي ضاهوا بها أسلافهم من زائغي الأمم السابقة كقولهم بالتثليث أو الحلول أو الأبنية أو الصلب، والإنحاء عليهم باللائمة؛ لتحريفهم كتبهم ولا سيما البشارة بالنبي الأمي المبعوث في آخر الزمان، وتغيير بعض الأحكام التي لا تلائم أهواءهم واتخاذهم هذا التغيير وسيلة لابتزاز أموال الناس بالباطل؛ فاليهود قالوا عزير ابن الله، والنصارى غلوا في عيسى فقال بعضهم: إنه الله، وقال بعضهم: ابن الله، وقال آخرون: ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا.
وغيّر اليهود الرجم إلى الجلد أو تسخيم الوجه والتشهير طمعا في المال أو الزلفى إلى الأشراف وقد جادلهم القرآن بالحسنى والحجة الدامغة والمنطق السليم، وذلك كما ترى في سورة المائدة، وآل عمران، والبقرة، والنساء، والتوبة.
٣ - بيان ضلال المنافقين وإظهار فضائحهم والكشف عن خبيئة نفوسهم وإظهار ما بهم من سوء الطباع والجبن والهلع وأنهم لا يبتغون إلا عرض الحياة الدنيا ولا يهمهم أمر الإسلام ونصره كما في سورة البقرة والتوبة التي ما زالت تقول: ومنهم، ومنهم حتى فضحتهم، وقد أنزل الله سورة من المفصل في شأنهم وهي «المنافقون».
٤ - قواعد التشريع الخاصة بالجهاد، وحكمة تشريعه، وذكر الأحكام المتعلقة بالحروب، والغزوات؛ من الصلح، والمعاهدات، والغنائم، والفيء وفك الأسارى، وذلك كما في سورة البقرة، والأنفال وبراءة والقتال والفتح والحشر.


الصفحة التالية
Icon