أو أكثر، أو أسبق لإدراك الرائي للمسمى. ويسمون الجملة من الكلام والقصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها. وعلى ذلك جرت أسماء سور القرآن، كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم، لقرينة قصة البقرة المذكورة فيها، وعجيب الحكمة فيها. وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها شيء كثير من أحكام النساء. وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها. وإن كان ورد لفظ الأنعام في غيرها إلا أن التفصيل الوارد في قوله تعالى: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً إلى قوله: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ الآية، لم يرد في غيرها، كما ورد ذكر النساء في سور إلا أن ما تكرر وبسط من أحكامهن لم يرد في غير سورة النساء. وكذا سورة المائدة لم يرد ذكر المائدة في غيرها فسميت بما يخصها.
قال: فإن قيل قد ورد في سورة هود ذكر نوح. وصالح. وإبراهيم ولوط وشعيب، وموسى فلم خصت باسم هود وحده مع أن قصة نوح فيها أوعب وأطول (١) قيل: تكررت هذه القصص في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت في غيرها. ولم يتكرر في واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود كتكرره في سورته، فإنه تكرر فيها في أربعة مواضع والتكرار من أقوى الأسباب التي ذكرنا.
قال: فإن قيل فقد تكرر اسم نوح فيها في ستة مواضع قيل. لما أفردت لذكر نوح، وقصته مع قومه سورة برأسها. فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى بأن تسمى باسمه من سورة تضمنت قصته وقصة غيره.
قال السيوطي تعقيبا وبحثا ولك أن تسأل فتقول: قد سميت سور جرت فيها قصص أنبياء بأسمائهم كسورة نوح، وسورة هود وسورة إبراهيم وسورة يونس وسورة آل عمران، وسورة طس سليمان (٢) وسورة يوسف. وسورة
(٢) هي سورة النمل، ولم تبسط قصة سليمان في سورة مثل ما بسطت في هذه السورة من آية ١٦ - ٤٤ على ما ذكر في قصته هنا من العجائب كقصة الهدهد، وقصة نقل عرشها، وقصة الصرح الذي بناه لبلقيس ملكة سبأ.