محمد صلى الله عليه وسلم، وسورة مريم، وسورة لقمان، وسورة المؤمن، وقصة أقوام كذلك كسورة بني إسرائيل وسورة أصحاب الكهف وسورة الحجر، وسورة سبأ، وسورة الملائكة، وسورة الجن، وسورة المنافقين، وسورة المطففين، ومع هذا كله لم يفرد لموسى سورة تسمى به مع كثرة ذكره في القرآن حتى قال بعضهم: كاد القرآن أن يكون كله لموسى وكان أولى سورة أن تسمى به سورة طه أو سورة القصص أو الأعراف؛ لبسط قصته في الثلاثة ما لم يبسط في غيرها (١): وكذلك قصة آدم ذكرت في عدة سورة ولم تسم به سورة، كأنه اكتفاء بسورة الإنسان، وكذلك قصة الذبيح من بدائع القصص ولم تسم به سورة الصافات، وقصة داود ذكرت في سورة ص ولم تسم به فانظر في حكمة ذلك، على أني رأيت في جمال القراء للسخاوي أن سورة طه تسمى سورة الكليم وسماها الهذلي في كامله سورة موسى وأن سورة ص تسمى سورة داود ورأيت في كلام الجعبري أن سورة الصافات تسمى سورة الذبيح، وذلك يحتاج إلى مستند من الأثر.
وهذا الفصل الذي ذكره الزركشي من النفاسة بمكان، وما عقب به الإمام السيوطي يحتاج إلى بحث ونظر في حكمة ذلك.
والذي يظهر لي- والله أعلم- أن قصة موسى تكررت في هذه السور أكثر من غيرها وهي متقاربة في الكم كما بينت بالهامش، فلم تكن إحدى السورتين الأخريين أولى من الأخرى، بقيت السور طه وهي وإن كانت أطول إلا أنها لم تعرض لنشأة موسى الأولى، كما عرضت سورة القصص، فلم تكن أولى منها من هذه الحيثية، ولو صح وثبت ما ذكره السخاوي لكان لتسمية طه بسورة الكليم وجه وجيه، ولكن لا مستند له من الأثر كما قال السيوطي.