وكتابة القرآن فيما عدا هذه المصاحف من الكتب العلمية والأجزاء القرآنية، والمجلات، والصحف ونحوها على الرسم المعروف الآن وقبل الآن، والذي يتلقاه الطلاب والتلاميذ في مدارسهم ومعاهدهم!
الذي يترجح عندي وأرى فيه الخير والمصلحة هو الثاني، وبذلك يتيسر على قارئ القرآن الذي لم يتلق القراءة عن شيخ ومعلم، قراءته وحفظه، ونكون قد جذبنا طلاب المدارس إلى القرآن، الذي هو مصدر الإيمان، والهدى والحق والخير، وفي الوقت نفسه حافظنا على الرسم العثماني في ملايين المصاحف المبثوثة في العالمين الإسلامي والعربي.
ويمكن زيادة في التحوط عند كتابة القرآن في كتب العلم والدين والأجزاء، والمجلات ونحوها، أن ننبه في الهامش على الكلمات التي كتبت على حسب القواعد الإملائية، وأنها كتبت في المصاحف على رسم كذا، حتى يكون التلاميذ والطلاب على بينة من الأمر، ولا يقعوا في بلبلة وشكوك، وبذلك نكون جمعنا بين الحسنيين وحققنا المصلحتين.
وهذا الرأي أشد توثيقا للمصاحف العثمانية، وأرعى لحاجات المسلمين، ومصلحتهم، وأخص من رأي الإمام العز بن عبد السلام؛ لأنه أجاز ذلك في المصاحف وغيرها، وأما أنا فقصرت جواز ذلك على غير المصاحف، واحتفظت للمصاحف بقدسيتها، وجلالها، والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
(الشبه التي أثيرت حول كتابة القرآن ورسمه)
من دأب القسس (١) والمبشرين والمستشرقين أن يتلمسوا المطاعن في القرآن الكريم، وكتابته، ورسمه المجمع عليه في المصاحف العثمانية، وقد مر بك ما أوردوه على جمع القرآن من شبه وترهات، وكذلك صنعوا
٨، ٩ للمغفور له أستاذنا الشيخ عبد الرحمن الجزيري.