البلدان. فارتحل إلى البصرة والبحرين وهرمز وجزيرة قيس ومكة والشام (١).
وهو في رحلاته هذه كان يلتقي بالعلماء فيأخذ العلم عنهم ويأخذونه عنه. فقد أخذ قسطا وافرا من علم النحو بالبصرة على يد شيخها ابن المعلّم وألّف في هذا العلم كتابا (٢). وفي البصرة أيضا أخذ عن الواسطي القراءات العشر شيخها أحمد بن عبد الرحمن وغيره (٣). وفي جزيرة قيس أخذ عنه علم القراءات شيخها محمد البردبستاني وغيره (٤).
وعند ما نزل الواسطي في دمشق الشام نحو سنة ٧٣٠ هـ التقى حافظ العصر وعلّامته آنذاك شمس الدين الذّهبي ليأخذ كلّ منهما عن الآخر علم القراءات حيث صرّح الذهبي نفسه بذلك (٥). وحدّث هناك وسمع منه الحافظ البرزالي وذكره في معجمه (٦). وفي دمشق أيضا التفّ حوله الكثير من شيوخها ليأخذوا عنه القراءات العشر وهم: أبو العباس المنبجي المعروف بابن الطّحّان وأحمد بن محمد المعروف بسبط السّلعوس ومجد الدين بن قيصر المارديني ومحمد بن اللّبّان وابن رافع السّلامي الذى أخذ عنه القراءات السبع وغيرهم.
ومن المآثر الحميدة لهذا العلم اللّامع التي زادته رفعة في بلاد الشام تلك المأثرة الحميدة التي خلّدها ابن الجزري قائلا: (ولما قدم الشيخ أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي دمشق في حدود سنة ثلاثين وسبعمائة وأقرأ بها للعشر بمضمن كتابيه الكنز والكفاية وغير ذلك بلغنا أنّ بعض مقرئي دمشق ممن كان لا يعرف سوى الشّاطبية والتّيسير حسده وقصد منعه من بعض القضاة فكتب علماء ذلك العصر وأئمته ولم يختلفوا في جواز ذلك واتفقوا على أن قراءات هؤلاء

(١) ينظر: الدرر الكامنة ٢/ ٢٧٠.
(٢) ينظر: الدرر الكامنة ٢/ ٢٧٠.
(٣) ينظر: منتخب المختار/ ٦٩، وغاية النهاية ١/ ٤٢٩.
(٤) انظر السابق.
(٥) ينظر: منتخب المختار/ ٦٩، والدرر الكامنة ٢/ ٢٧٠.
(٦) انظر السابق.


الصفحة التالية
Icon