قريحة كل دارس جاء بعدها. وكان أول المشاهير في العصر الحديث علّامة الأدب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في كتابه «إعجاز القرآن»، ثم جاء البحّاثة المحقق الدكتور محمد عبد الله درّاز رحمه الله فقدّم دراسات متعددة عن إعجاز القرآن كان أشهرها كتابه «النبأ العظيم»، الذي تميز بنظرات جديدة في الموضوع، ثم جاء معاصره العلّامة محمد عبد العظيم الزرقاني (١) فنقح القول في أوجه إعجاز القرآن وأفاد من دراسات الدكتور درّاز واستكمل دراسته فجاءت دراسة عصرية وافية اقتبس منها الدارسون وأفادوا من نتائجها، وعني بعضهم أخيرا (٢) بتنقيحها والبناء عليها فجاء عمله بذلك أتم وأوفى.
[نتائج مستفيدين من هذه الدراسات]
وسنقدم فيما يلي خلاصات ونتائج مستفيدين من هذه الدراسات مع الإيجاز الشديد مراعاة لمقتضى المقام في هذا الكتاب:
القسم الأول من أوجه إعجاز القرآن: أسلوب القرآن الكريم
هذا القسم من أوجه إعجاز القرآن فيه أعظم جوانب الإعجاز في القرآن، وإن كان قد يخفى معنى عظمه على كثير من الناس، والسبب في عظمة هذا الوجه أنه هو الذي به كان القرآن قرآنا، وأن المنهج البياني المعجز للقرآن هو سمة عامة لجميع القرآن الكريم، أما الأوجه الأخرى فيوجد الوجه منها في بعض الآيات دون الآخر، مثل أخبار الغيب، والإعجاز العلمي، والإعجاز التشريعي وهكذا.
وهذا الوجه يدركه العرب، وهم أول من يخاطب به وإذا عجزوا هم عنه، فغيرهم أعجز وأعجز، لكن جلال الإعجاز في هذا الكتاب لا يقتصر

(١) في كتابه القيم مناهل العرفان في علوم القرآن ج ٢ ص ٢٠٥ وما بعد إلى ص ٣٠٨، وبلغت أوجه إعجاز القرآن عنده أربعة عشر وجها، عدا ما يتضمنه بعضها من خواص معجزة، أدمجها في بعض الأوجه.
(٢) هو شقيقي الدكتور حسن ضياء الدين عتر في كتابه «المعجزة الخالدة»، فليرجع إليه للاستزادة ص ٢٢٥ - ٣٨٨.


الصفحة التالية
Icon