ثم قال تعالى: وإن منكم إلّا واردها (١) إلى قوله: مدّا رأس الخمس الثامن (٢)، وفيه من الهجاء: ننجّى بياء بعد الجيم (٣)، وكتبوا: اثثا بغير ألف (٤).
ورءيا بياء بعد الراء، على أربعة أحرف (٥): «و، ر، ي، ا (٦)»، واختلف القراء فيها، فقرأناه (٧) لنافع، من غير رواية ورش عنه، ولابن عامر في رواية ابن ذكوان، ولأبي بكر عن عاصم في رواية (٨) الشموني (٩) عن الأعشى (١٠)

(١) من الآية ٧١ مريم.
(٢) رأس الآية ٧٥ مريم.
(٣) بإجماع من المصاحف والكتاب.
(٤) تقدم نظيره في الآية ٨٠ النحل.
(٥) واتفقت المصاحف على ذلك قال أبو عمرو: «ولا أعلم همزة ساكنة قبلها كسرة حذفت صورتها إلا في هذا الموضع خاصة، وذلك كله لكراهة اجتماع صورتين في الخط» أقول والأحسن من هذا التعليل أنها رسمت كذلك رعاية لقراءة قالون وابن ذكوان وأبي جعفر بتشديد الياء، بلا همز، ولاستغناء الهمز عن الصورة. انظر: المقنع ص ٤٩.
(٦) سقطت من: أ، ب، ج، ق وما أثبت من: هـ.
(٧) في هـ: «فقرأنا».
(٨) في عرف القراء: «في طريق» وليست: «في رواية».
(٩) في أ، ب، م: «السموني» وفي ج، ق: «السوسي»، وما أثبت من: هـ وقراءات القراء ٩٦.
وهو: محمد بن حبيب أبو جعفر الشموني الكوفي مقرئ ضابط مشهور أخذ القراءة عرضا عن أبي يوسف الأعشى، وهو أجل أصحابه وأحذقهم، وروى القراء عنه عرضا إدريس بن عبد الكريم وغيره، ولم يذكر له تاريخ وفاة. انظر: معرفة القراء ١/ ٢٠٥ غاية النهاية ٢/ ١١٤.
(١٠) في ب، م، ق: «الأعمش» وهو تصحيف.
وهو يعقوب بن محمد بن خليفة بن سعيد بن هلال أبو يوسف التميمي الكوفي أخذ القراءة عرضا عن شعبة، وهو أجل أصحابه، وروى عنه القراءة عرضا وسماعا محمد بن حبيب الشموني، قال أبو بكر النقاش: «كان الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عليه أحدا في القراءة على أبي بكر، توفي في حدود المائتين. انظر: غاية النهاية ٢/ ٣٩٠ معرفة القراء ١/ ١٥٩.


الصفحة التالية
Icon