القرآن إلى الله عز وجل فيسأله له فراشا ودثارا، فيأمر له بفراش ودثار وقنديل من نور الجنة فيحمل إليه (١).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يحتالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شرّه، ويرجى خيره، ويسلم من ضرّه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (٢).
وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة وضعت منابر من نور متضرمة بنور، عند كلّ منبر ناقة من نوق الجنة، ثم ينادي مناد: أين من حمل كتاب الله تعالى، أجلسوه على هذه المنابر، فلا روع عليكم، ولا حزن عليكم حتى يفرغ الله تعالى ممّا بينه وبين العباد،

(١) أخرجه الأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» (١/ ٨ - ١٠).
وأخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ ٦٦ - ٦٧) (١١٥)، عن داود الكرماني به، مع اختلاف في اللفظ.
قال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (٢/ ٤٠): وهذا حديث باطل. قال السيوطي في «اللآلئ» (١/ ٢١٩): لا يصح، والمتهم به داود. قال ابن معين: داود الذي روى حديث القرآن ليس بشيء.
انظر: «الفوائد المجموعة للشوكاني» (ص/ ٣٠٥ - ٣٠٦).
(٢) أخرج أثر ابن مسعود أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ ١١٣)، وأحمد في الزهد (ص/ ٢٠٢ - ٢٠٣)، وأبو نعيم في «الحلية» (١/ ١٢٩).
أمّا حديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» فقد روي عن جماعة من الصحابة وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وجابر، وأبو موسى الأشعري.
فمن حديث عبد الله بن عمرو أخرجه البخاري (١٠)، (٦٤٨٤)، وأبو داود (٢٤٨١)، والنسائي (٤٩٩٩)، بلفظه مطولا، ورواه مسلم (٤٠)، والترمذي (٢٦٢٧) بنحوه. ومن حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي (٢٦٢٧)، بزيادة فيه، وقال: وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. ومن حديث جابر أخرجه مسلم (٤١). ومن حديث أبي موسى أخرجه البخاري (١١)، ومسلم (٤٢)، والترمذي (٢٦٢٨)، والنسائي (٥٠٠٢)، كلهم بسياق مختلف.


الصفحة التالية
Icon