وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة، تعلم القرآن وعلّمه الناس، ولا تزل كذلك حتى يأتيك الموت، فإنّه إن أتاك وأنت كذلك حجّت الملائكة إلى قبرك كما يحجّ الناس إلى بيت الله الحرام» (١).
والأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصى.
قال زين الدين عمران (٢): قال الشيخ الإمام العالم العامل، الزاهد العابد، الصدر الكامل، بغية المريد، وغنية المستفيد، تاج الأفاضل، جامع الفضائل، أمين الدين أبو محمد عبد الوهاب بن الشيخ الإمام زين الدين يوسف بن الشيخ الإمام بهاء الدين إبراهيم بن السّلّار، الشافعي مذهبا، الدمشقي نسبا، نفع الله ببركته، وأمتع المسلمين بطول حياته: أما على إثر ما سبق، وبعد ما انتظم واتسق، فإني أحمد الله معيدا، وأسبحه ترديدا، وأمجده تمجيدا على ما منّ به من نعمة الإيمان والتمهير في القرآن، إذ كان قوام العقل واللّسن، ومعيار القبيح والحسن، وما خلصت إلى هذه المرتبة، ولا فزت بتلك المأثرة الجليلة والمنقبة بعد فضل الله الذي يؤتيه من يشاء وينيله فينال به العليا، حتى اكتحلت بالسهاد، وشمرت على ساعد/ الاجتهاد، وجردت سيف

- (١١٢١٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٦٤٩)، من حديث حذيفة بن اليمان، مع اختلاف يسير في السياق.
قال الطبراني عقيبه: لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية. وقال الهيثمي (٧/ ١٦٩): رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه راو لم يسمّ، وبقية أيضا.
وقال الذهبي في «الميزان» (١/ ٥٥٣) في ترجمة حصين بن مالك الفزاري عن رجل عن حذيفة: بقية ليس بمعتمد، والخبر منكر.
(١) أخرجه أبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (٢/ ٢٢٦)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤/ ٣٨٠)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (١/ ٢٦٤)، والسيوطي في «اللآلئ» (١/ ٢٠٣)، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢) هو زين الدين، عمران بن إدريس بن معمر الجلجولي، تلميذ المؤلف، قرأ عليه السبع، ولد سنة ٧٣٤ هـ، وتوفي سنة ٨٠٣ هـ.
انظر: «ذيل تذكرة الحفاظ» (١/ ١٩٢)، و «ذيل التقييد» (٢/ ٢٥٩)، و «غاية النهاية» (١/ ٦٠٣ - ٦٠٤).


الصفحة التالية
Icon