وعنه ﷺ في خطبة يوم غدير خمّ: «أمّا بعد، فإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي... » وذكر الحديث، وفي رواية: «أولهما/ كتاب الله، فيه الهدى والنور، من استمسك وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ» (١).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ لله أهلين من الناس»، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: «أهل القرآن أهل الله وخاصّته» (٢).
وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشدّ أذنا إلى الرجل
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: ذاكرت به محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) فلم يعرفه واستغربه.
وقال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي ﷺ إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن أبي حاتم في «مراسيله» (ص/ ٢١٠): سمعت أبي يقول: المطلب بن عبد الله بن حنطب عامة حديثه مراسيل، لم يدرك أحدا من أصحاب النبي ﷺ إلا سهل بن سعد وأنسا وسلمة بن الأكوع ومن كان قريبا منهم.
(١) أخرجه بهذا اللفظ الدارمي (٣٣٥٩). وأخرجه مطولا مسلم (٢٤٠٨)، وأحمد (٤/ ٣٦٦ - ٣٦٧)، وابن أبي عاصم في «السنة» (١٥٥٦ - ١٥٥٧)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٨٣) (٥٠٢٨). وأخرجه بمعناه الترمذي (٣٧٨٨).
(٢) أخرجه النسائي في «الكبرى» (٨٠٣١)، وابن ماجة (٢١٥)، والطيالسي (ص/ ١٨٣) (٢١٢٤)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ ٨٨)، وأحمد (٣/ ١٢٧ - ١٢٨، ١٤٢)، والدارمي (٣٣٦٩)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ ٥٠) (٧٥)، والحاكم (١/ ٥٥٦).
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (١/ ٧٢): هذا إسناد صحيح، رجاله موثوقون.