حمدان بن حبش، وقرأ على أبي عمران موسى بن جرير (١) الرّقّي، وقرأ على السوسي، وقرأ على اليزيدي، وقرأ على أبي عمرو.
إنما قيل اليزيدي؛ لأنه كان يصحب يزيد بن منصور الحميري (٢)، وكان يعلم أولاده فنسب إليه، وكان اليزيدي عالما بالقراءة، حاكما في الرواية، نظارا في العربية، ممن يقتدى به في النحو والشعر، معروفا بالثقة في نقله، مشهورا في وقته وعصره، قد روى الشعر وقاله، ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، في أيام مروان بن محمد، وتوفي سنة مائتين واثنتين، وله من العمر أربع وسبعون سنة/.
أما أبو عمرو فهو من الطبقة الرابعة من التابعين بالبصرة، لقي أنس بن مالك، وروى عنه حديثا واحدا، ولم يذكره من ذكر هذا، وروى عنه حديثا رواه الأصمعي عن أنس بن مالك: «أن النبي ﷺ كان له خرقة يتنشف بها عند الوضوء» (٣)، وروى أبو عمرو الحديث عن الحسن البصري، ومحمد بن

(١) في الأصل: (حسين)، وسيأتي صحيحا (ص/ ١٣٣، ١٣٥، ١٣٦، ١٥٨، ١٩٥)، وانظر: «غاية النهاية» (٢/ ٣١٧).
(٢) أي: خال الخليفة المهدي. انظر: «معرفة القراء الكبار» (ص/ ١٥١).
(٣) أخرجه من حديث عائشة رضي الله عنها: الترمذي (٥٣)، والحاكم (١/ ١٥٤)، والبيهقي (١/ ١٨٥)، وضعف هذا الحديث من أجل أبي معاذ.
قال الترمذي: حديث عائشة ليس بالقائم، ولا يصح عن النبي ﷺ في هذا الباب شيء، وأبو معاذ يقولون هو: سليمان بن أرقم، وهو ضعيف عند أهل الحديث.
وتبع البيهقيّ الترمذيّ في ذلك وقال: أبو معاذ هذا هو سليمان بن أرقم، وهو متروك.
وقال الحاكم: أبو معاذ هذا هو الفضل بن ميسرة بصري، روى عنه يحيى بن سعيد وأثنى عليه. وأقره الذهبي.
وأخرجه البيهقي (١/ ١٨٥)، من طريق أبي عمرو بن العلاء عن أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق، وقال: إسناده غير قوي.
وقال أيضا: وإنما رواه أبو عمرو بن العلاء عن إياس بن جعفر أن رجلا حدثه:
«أن النبي ﷺ كان له خرقة أو منديل، فكان إذا توضأ مسح بها وجهه ويديه».
وقال: هذا هو المحفوظ من حديث عبد الوارث. ثم روى بإسناده عن أبي معمر عبد الله بن عمرو، قال: سألت عبد الوارث عن حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس: «أن النبي ﷺ كان له منديل أو خرقة فإذا توضأ مسح وجهه» فقال:
كان في قطينة، فأخذه ابن علية فلست أرويه.-


الصفحة التالية
Icon