وكأنها تتخفف من هذه الأثقال التي تحملها طويلًا.
إنه مشهد يهز وقعَ أقدام المستمعين لهذه الصورة، كل شيء ثابت ويخيل إليهم أنهم يترنحون ويتأرجحون، والأرض من تحتهم تهتز وتمور، مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض، وتحسبه ثابتًا باقيًا، قال تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا﴾ (الزلزلة: ١ - ٣) إلى آخر السورة.
أحوال أصحاب الجنة وأصحاب النار في الآخرة
صور من أحوال الجنة والنار:
حال السعداء والأشقياء يوم القيامة:
قال تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُون * وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾ (النمل: ٨٩ - ٩٠) في هاتين الآيتين يبين الله حال السعداء والأشقياء يوم القيامة في هذا اليوم الفزع الرهيب يكون الأمن والطمأنينة من الفزع جزاء الذين أحسنوا في الحياة الدنيا فوق ما ينالهم من ثواب هو أجزل من حسناتهم وأوفر، قال تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُون﴾ الأمن من الفزع هو وحده جزاء، وما بعده فضل من الله ومنة، ولقد خافوا الله في الدنيا، فلم يجمع عليهم خوف الدنيا وفزع الآخرة، بل أمنهم يوم يفزع من في السموات ومَن في الأرض، إلا مَن شاء الله.
وقال تعالى: ﴿وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ﴾ وهو مشهد مفزع، وهم يكبون في النار على وجوههم، ويزيد عليهم التبكيت والتوبيخ: ﴿هَلْ تُجْزَوْنَ إلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾ فقد تنكبوا الهدى وأشاحوا عنه بوجوههم، فهم


الصفحة التالية
Icon