بعد ذلك نأتي إلى قول الله تعالى الذي يفيد أبدية النار، وأن الكفار لا يخرجون منها أبدًا، قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُون * بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾ (البقرة: ٨٠ - ٨١).
أهوال يوم القيامة:
آيات كثيرة في القرآن تبين هول ذلك اليوم، قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيد * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيد * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيد * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيد * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيب * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيد * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ولَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيد * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيد * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد﴾ (ق: ٢٠ - ٣٠).
هذه الآيات تصور هول الموقف يوم القيامة حين ينفخ في الصور النفخة الثانية يوم يقوم الناس من قبورهم، وهي لحظة مخيفة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كيف أنعُمُ! وصاحب القرن قد التقم القرنَ، وحَنَا جبهته، وانتظر أن يؤذَن له! قالوا: يا رسول الله، وكيف نقول؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل)) رواه الترمذي. في هذا الموقف العصيب تأتي النفس ومعها الكاتبان الحافظان لها في الدنيا، واحد يسوقها، والآخر يشهدُ عليها، وفي هذا الموقف العصيب يُقال له: ﴿لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد﴾ قوي لا يحجبه حجاب، وهذا هو الموعد الذي غفلتَ عنه، وهذا هو الموقف الذي لم تحسب


الصفحة التالية
Icon