المقصود بالنسك، كذلك قول الله -سبحانه وتعالى: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ (المائدة: ٨٩)، وكذلك كفارة اليمين كما أخبر المولى سبحانه وتعالى.
بعد ذلك الحرف "أم":
"أم" تأتي إما متصلة أو منقطعة، والمتصلة هي التي تسبقها همزة التسوية، قال تعالى: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (المنافقون: ٦)، وقال: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ﴾ (إبراهيم: ٢١)، وكذلك التي يتقدم عليها همزة يُطلب بها وبـ أم التعيين؛ أي يراد بها الإجابة عن شيء معين، وتسمى المعادلة؛ لأنها تعادل الهمزة في إفادة التسوية، وذلك كقوله تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ﴾ (النازعات: ٢٧)، وكقوله تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ﴾ (الواقعة: ٥٩)، وهناك فرق بين التي يتقدمها همزة التسوية والتي يتقدمها همزة يطلب بها وبـ أم التعيين، هو أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابًا كما ذكرنا من الآيات، والواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين؛ أما التي يُراد بها التعيين فقد تقع بين مفردين وتستحق الجواب؛ لأنه يُطلب بها الجواب.
أما "أم" المنقطعة فهي تأتي على ثلاثة أنواع: إما أن تكون مسبوقة بخبر كقوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ (السجدة: ٢، ٣). أو أن تكون مسبوقة بهمزة لغير استفهام كقوله تعالى: ﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا﴾ (الأعراف: ١٩٥)،


الصفحة التالية
Icon