"ليس" ولذلك شروط ولعملها، شروط متوفرة في كتب النحو وليست من موضوعنا.
ولا تعمل "ما" مع الجملة الفعلية قال تعالى: ﴿وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللهِ﴾ (البقرة: ٢٧٢) فيظل ما بعدها مرفوعا، ولا أثر لما عليه.
أما وظيفتها من حيث المعنى؛ فإنّها إذا نفت المضارع تجعله خالصًا للحال، عند جمهور العلماء كقوله تعالى: ﴿مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ﴾ (النساء: ١٤٧) وكقوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ (المجادلة: ٧) البعض اعترض ذلك بقوله تعالى: ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي﴾ (يونس: ١٥) فإن الزمن هنا لم يخلص للحال بل هو مستمر، وهذا النفي مستمر بعده.
أما "إن" النافية فهي تدخل على الجملة الاسمية، وعلى الجملة الفعلية، واجتمع ذلك في قوله تعالى: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُون﴾ (يونس: ٦٦) فإن "إن" تكون بمعنى "ما" وجاءت مع الجملتين في قوله تعالى: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ﴾ (النجم: ٢٣) هي جملة فعلية: ﴿وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُون﴾ جملة اسمية.
وأمثلة ذلك كثيرة فمثال دخولها على الجملة الاسمية: ﴿إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُور﴾ (المُلك: ٢٠) ﴿إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ﴾ (المجادلة: ٢) وكذلك قوله سبحانه: ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ (النساء: ١٥٩) أي: وما