أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته، وكذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا﴾ (مريم: ٧١) فالجملة اسمية.
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى: ﴿إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى﴾ (التوبة: ١٠٧) ﴿إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا﴾ (النساء: ١١٧) ﴿وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلا﴾ (الإسراء: ٥٢) ﴿إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾ (الكهف: ٥) أي: ما يقولون إلا كذبًا.
أما قول بعض أهل العلم بأن "إن" النافية لا تأتي إلا وبعدها "إلا" فذلك قول غير دقيق رده ابن هشام وحجته واضحة بكلام الله -عز وجل- بقوله تعالى: ﴿إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا﴾ (يونس: ٦٨) أي: ما عندكم، وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ﴾ (الجن: ٢٥) أي: ما أدري.
وكقوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ﴾ (الأنبياء: ١١١) أي: وما أدري لعله فتنة لكم، فجاءت بمعنى ما، أي: نافية مثل "ما" ومع ذلك لما يتبعها "إلا" كما اشترط من اشترط ذلك، وآخر حرفين للنفي هما: "لا" و"لن" لا لنفي المستقبل، و"لن" لنفي المستقبل، إلّا أن "لن" تُفيد تأكيد النفي، واعتُرض على ذلك ولكن ذلك هو السائد عند أهل هذا الفن، في أن "لن" تُفيد تأكيد النفي، واستدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ (الكهف: ٦٠) وقوله تعالى في سورة يوسف: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ (يوسف: ٨٠) فجاءت "لا أبرح" وجاءت "لن أبرح" وكلاهما لنفي المستقبل إلّا أنّ لن أشد توكيدًا في نفيها.
واختلف في كونها تفيد التأبيد، فكون "لن" تفيد التأبيد هذا قول مرجوح ومردود بأدلة قوية؛ لأن "لن" تتبعها حتى، وحتى تفيد الغاية فلو كانت تفيد التأبيد ما


الصفحة التالية
Icon