نماذج من هذه الألفاظ التي شغلت أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي اهتم العلماء بجمعها، وعدوها من الألفاظ الغريبة في الاستعمال على الصحابة:
منها: القصة المشهورة حول كلمتي "قَضبًا وأَبًّا" في قوله تعالى: ﴿أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ (عبس: ٢٥ - ٣١) فالقضب هو القث، والأَب ما ترعاه الأنعام، ويقال: الأَب للبهائم كالفاكهة للناس، وقد جاءت الكلمتان فاصلتين محافظتين أقوى محافظة على النغم الموسيقي، كما أن الكلمة الثانية استُخدمت في معناها الدقيق.
وكذلك في قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ (مريم: ٨٩) فكلمة: ﴿إِدًّا﴾ بمعنى الأمر العظيم، جاءت في سياقها لازمة لما انتهت إليها فواصل سورة مريم، وأدت المعنى المراد منها أتم بيان.
كذلك في قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ (البقرة: ٢٧٣) فجاءت كلمة: ﴿إِلْحَافًا﴾ مكان كلمة "إلحاحًا" لما بين من تكرار الحاءان في الكلمة من أثرٍ في الإعراب عنها، وليس ذلك بعزيز على الاستخدام القرآني الذي نزل؛ ليتحدَّى أبلغ البلغاء.
هناك بعض الألفاظ التي جاءت في القرآن وضَّحها المولى -سبحانه وتعالى- وذكر بيانها؛ لأنهم تساءلوا عن معناها، وهناك ألفاظ أخرى بين معناها من خلال السياق، كقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا﴾ (النساء: ٩١) وكقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا﴾ (الأنعام: ٢٥) وكقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ