مسألة الحذف، ومزاياه، وأنواعه
ننتقل إلى نقطة ثانية، وهي -كما يقال- لُب هذا الموضوع، وهي التي يكون فيها الحديث طويلًا؛ لأنها هي سِر البلاغة؛ لأنها خلاف الأصل وهي مسألة الحذف:
مسألةُ الحذفِ من المسائل التي توقف عندها العلماء، وبينوا أسرارها وجمالَها، واهتموا ببيانها، وما يدور حولها؛ لأنها -كما ذكرت لكم- من شجاعة العربية؛ ولأنها هي مجال التفاوت بين شاعر وغيره في نَظْمه وبين صاحب نص أدبي وغيره.
ولذلك هذا الباب صدَّر له الجرجاني بعبارة تدل على أهميته قائلًا: هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد بالإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانًا إذا لم تُبن.
فبين بذلك أنك إذا وقفتَ أمام الحذف تبين لك هذا السر الجميل في في الحذف، فتقف على موطن الجمال في النص الذي تقرأه؛ وأيضًا لأن الحذف عمومًا ضرب من الإيجاز، وكما قيل: البلاغة الإيجاز.
وهنا يجدر بنا في بداية حديثنا عن الحذف أن نذكر المزايا التي يحدثها الحذف في النص.
أَرْجَعَ الدكتور أبو موسى -حفظه الله- صور الحذف لمزايا ثلاث: