الأولى: هي الاختصار أو الإيجاز حتى لا يرِدَ علينا اعتراض ابن السبكي؛ لأن الاختصار هو الحذف، فكيف يكون مزية له.
والثانية: هي صيانة الجملة من الثقل والترهل اللذين يحدثان من ذكر ما تدل عليه القرينة.
والثالثة: هي إثارة الفكر والحِس بالتعويد على النفس في إدراك المعنى.
فبين بذلك مزايا الحذف الثلاثة. وفي النقطة الأولى هي مسألة نقاشية أو حوارية بالتفرقة بين لفظ الاختصار أو الإيجاز.
وبعد ذكر مزايا الحذف، ننبه أيضًا على أنواع الحذف:
انتهى العلماء إلى ذكر بعض ضروب الحذف، وهي ثلاثة: ضرب منها حذف الكلمة، والضرب الآخر: حذف الجملة، والضرب الثالث: حذف أكثر من جملة.
وهنا يجدر أن ننبه أيضًا إلى بحث دقيق أجراه الدكتور أبو موسى في كتابه (خصائص التراكيب) ذكر فيه أن البلاغيين تغافلوا عن حذف جزء الكلمة، أي: أنهم اهتموا ببيان الحذف في الكلمة أو الجمل، وتغافلوا عن الحديث عن حذف جزء الكلمة. وهناك فرق بين حذف الحرف وبين حذف جزء الكلمة؛ لماذا؟ لأن


الصفحة التالية
Icon