حرفًا، وسواء كان جملة أو فُصِلَ بينهما وجاءت بعدها الجملة على سبيل تأكيد المعنى بلفظٍ واحدٍ.
فمثال توكيد الاسم: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ (الفجر: ٢١)، ومثال تأكيد الفعل: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ (الطارق: ١٧)، ومثال توكيد اسم الفعل: ﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ﴾ (المؤمنون: ٣٦)، ومثال توكيد الجملة: ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ (المؤمنون: ٣٥)، ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ (الشرح: ٥، ٦) وكثيرًا مع ما تقترن الجملة الثانية بـ"ثم" كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ (الانفطار: ١٧، ١٨) هذا يطلق عليه البلاغيون توكيدًا لفظيًّا، أو يدرجوه تحت التوكيد اللفظي، وإن كان من النحاة مَن ينكر على مثل قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ (الفجر: ٢١، ٢٢)، أن هذا ليس من قبيل التوكيد؛ لأن المعنى فيه: دكًّا بعد دكٍّ، وصفًّا بعد صفٍّ. هذا خلاف يتحدث فيه النحاة وفي توجيههم وفي إعرابهم، وخلافهم أيضًا بين ما يفرقون به بين التوكيد اللفظي وبين التكرار عند النحاة، كما أشار إلى ذلك ابن هشام في مسألة الأذان: "الله أكبر الله أكبر، حي على الصلاة حي على الفلاح".
من مظاهر التوكيد اللفظي الذي يهتم به البلاغيون: تأكيد الضمير المنفصل بمثله، كقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ (النمل: ٣)، "هم هم". وتأكيد الضمير المتصل بالمنفصل كقوله سبحانه: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾ (الأعراف: ١١٥)، وفي تأكيدهم ما يشعر بثقتهم بأنفسهم: ﴿إِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾ وقوله تعالى: {قُلْنَا لَا تَخَفْ


الصفحة التالية
Icon