هذه العبارة ذكرها ابن الأثير في كتابه (المثل السائر) التكرير يقسمه العلماء إلى نوعين: تكرير في اللفظ والمعنى. وتكرير في اللفظ دون المعنى. التكرير في اللفظ والمعنى: ينقسم إلى قسمين: مفيد، وغير مفيد، وعندما يقول علماء البلاغة: مفيد، فإنما لا يعنون به الإفادة عند النحويين من وجود المسند والمسند إليه، أو أن الكلام يحسن السكوت عليه، وإنما يريدون بالمفيد من التكرير أن يأتي في الكلام؛ تأكيدًا له وتشييدًا من أمره، وإنما يُفعل ذلك؛ للدلالة على العناية بالشيء الذي كررتَ فيه كلامك؛ إما مبالغةً في مدحه أو في ذمه أو غير ذلك. أي: إنه يفيد الغرض الذي تتحدث فيه، وغير المفيد الذي يأتي في الكلام عيًّا وخَطَلًا من غير حاجة إليه، وبذا يتبين لك ابتداءً أن غير المفيد لا سبيلَ لتواجده في كتاب الله -سبحانه وتعالى. فالتكرار في اللفظ والمعنى ينقسم المفيد منه إلى فرعين:
الأول: هو أن يكون التكرير في اللفظ والمعنى دالًّا على معنى واحدٍ، وأن يكون المقصود به غرضين مختلفين، مثال ذلك: قول الله -سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ (الأنفال: ٧، ٨) هذا تكرير في اللفظ والمعنى ﴿يُحِقَّ الْحَقَّ﴾، ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ﴾ وإنما جيء به ها هنا؛ لاختلاف المراد. وذلك أن الأول ﴿وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ﴾ تمييز بين الإرادتين، والثاني: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ﴾ بيان


الصفحة التالية
Icon