والجواب عن السؤال الأول، وهو إظهار اسم فرعون في سورة الأعراف، وإضماره فيما سواها أن الذكر العائد إلى فرعون بعد في سورة الأعراف؛ لأنه جاء في الآية العاشرة من الآية التي أضمر فيها ذكره، وهي قوله: ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ (الأعراف: ١١٤)، وجاء في الآية العاشرة من هذه السورة ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ﴾ ولم يبعد هذا الذكر في الآيتين اللتين في سورة طه والشعراء؛ لأن فرعون مذكور في سورة طه في جملة قومه الذين أخبر عنهم بقوله: ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى﴾ (طه: ٥٧)، وبعده ﴿فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى * قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾ (طه: ٦٠، ٦١)، وهذا خطاب لفرعون وقومه وضميرهم منطو على ضميره إلى قوله: ﴿فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا﴾ (طه: ٦٤)، هو يشير إلى أن في سورة الأعراف كان هناك فارق بين ذكر فرعون في الموضعين عشر آيات لا أنها الآية رقم عشرة في السورة؛ لأن الآية الأولى هي الآية الرابعة عشرة بعد المائة والثانية هي الثالثة والعشرون بعد المائة.
ثم يعرض للذكر في قوله: ﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ﴾ (طه: ٧١)، إنما هو في السابع من الآي التي جرى ذكره فيها، وكذلك في سورة الشعراء لم يبعد الذكر بعده في سورة الأعراف، ألا ترى أن آخر ما ذكر فيما اتصل بهذه الآية قوله تعالى: ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ (الشعراء: ٤٢) وذكره بعد ذلك في الآية الثامنة من الآية التي جرى ذكره فيها، فلما بعد الذكر في سورة الأعراف خلاف بعده في السورتين إذ كان في إحداهما في السابعة، وفي الأخرى في الثامنة، وهي في الأعراف في العاشرة أعيد ذكره الظاهر لذلك.


الصفحة التالية
Icon