هذا وقد أحصى دكتور أحمد بدوي الألفاظ الزائدة بأنها خمسة عشر لفظًا وردت في القرآن الكريم ما بين حروف وأسماء، وهذه الحروف هي التي ذكرناها، وأما الأسماء فهو حصر معها إذ وإذا. في هذه الأدوات عندما يتحدثون مثلًا عن إن يقولون: "إن" الخفيفة يطرد زيادتها مع "ما" النافية، ويمثلون بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ﴾ (الأحقاف: ٢٦)، ويقولون: إن "أن" المفتوحة تزاد بعد لَمَّا الظرفية كقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ﴾ (العنكبوت: ٣٣)، ويقولون: "ما" تزاد بعد خمس كلمات من حروف الجر، ، فتزاد بعد مِن وعن غير كافة لهما عن العمل، وتزاد بعد الكاف ورب والباء فتكفها تارة ولا تكفها تارة أخرى.
ويوضحون مجيئها كافة وغير كافة يقولون: ما التي تكف عن النصب والرفع هي الواقعة بعد إن وأخواتها ﴿إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ (النساء: ١٧١)، ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ﴾ (الأنفال: ٦)، والتي تكف عن عمل الجر كقوله تعالى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ (الأعراف: ١٣٨)، وغير الكافة هي التي تقع بعد أداة الجزم، كقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ﴾ (الأعراف: ٢٠٠)، أي: إنما تكون فهنا أداة الجزم جزمت الفعل بعدها، ولم تؤثر ما فلم تكف عن العمل وكذلك الواردة بعد الخافض أي: بعد حرف الجر ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ﴾ (آل عمران: ١٥٩) فكلمة ﴿رَحْمَةٍ﴾ مجرورة بالباء، ومثلها ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ﴾ (النساء: ١٥٥)، ﴿عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾ (المؤمنون: ٤٠) ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا﴾ (نوح: ٢٥) فكل من هذه الألفاظ الواقعة بعد "ما" مجرورة بحرف الجر السابق لها.
وكذلك تقع بعد الاسم كقوله تعالى: ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ﴾ (القصص: ٢٨)، وتزاد بعد أداة الشرط جازمة كانت أو غير جازمة، ومثال الجازمة {أَيْنَمَا