الإخبار عن الغيبيات
والآن ننتقل إلى جزئية أخرى من جزئيات المنهج المقرر وهي جزئية "الإخبار عن الغيبيات":
الخلاصة: أن الفرق الكلامية التي تحدثت عن هذه المسألة فرقة المعتزلة وهذه قالت بالصرفة، وناقشنا كلامهم، والفرقة الأخرى هم الأشاعرة؛ الأشاعرة ينسبون الإعجاز في القرآن الكريم على الإخبار عن الغيبيات، أن القرآن اشتمل عن أخبار لا يكون للنبي -صلى الله عليه وسلم- معرفةً بها؛ هذه الأخبار التي أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- من أنباء الغيب، سواء أكان شيئًا حدث أو شيئًا سيحدث فإن النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- أخبر عن هذه الأشياء، وهي آية صدقه، وهذا هو الموضوع الذي نقف معه.
اهتم علماؤنا ببيان هذه الخاصية، وهي أن القرآن يشتمل على الغيبيات.
الإخبار عن الغيبيات قسمها العلماء إلى قسمين: إخبار القرآن عن غيبيات ماضية، وإخبار القرآن عن غيبيات مستقبلة.
أولًا: لابد أن نفرق بين إخبار القرآن عن غيب لا يعرفه العرب ولم يشاهدوه أو لم يتطرقوا إليه؛ أذكر هذا الكلام ابتداءً لأن الفيروزآبادي في (بصائر ذوي التمييز) جعل إخبار القرآن عما كان وعما يكون متعلق بالأمور الغيبية؛ يعني الأمور الغيبية التي يُطالب بها أهل الإيمان، من الإيمان بالبعث والحساب والصراط ومن الإيمان بما كان قبل الخلق، وكيف نشأ الخلق، وكيف خلق الله -سبحانه وتعالى- السموات والأرض، فهذه الأشياء تبصرة لأهل الإيمان، أما أهل الجحود أو الذين لا يؤمنون بالقرآن فكان مدار الحديث معهم على الأشياء التي أخبر بها


الصفحة التالية
Icon