حَدِيثُ مُوسَى} (طه: ٧ - ٩)، وقوله سبحانه: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ * وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾ (ص: ٢٠، ٢١)، فواضح من الآيات الكريمة عطف الخبر على الإنشاء، والإنشاء على الخبر"، وهذا الذي ذكره الدكتور أبو موسى يقره كل منصف في تناوله لهذا المبحث؛ ولهذا حصر الدكتور منير سلطان أوجه القصور في دراسة مبحث الفصل والوصل في خمس نقاط، وهي:
أولًا: هذه القواعد التي قرروها خصت الفصل والوصل بالجمل، والقرآن الكريم قد فصل ووصل بين الجمل وبين المفردات أيضًا. ثانيًا: أنها حصرت الفصل في أداة واحدة، وهي طرح الواو بينما فصل القرآن بواو الاستئناف والفاء وثم وبل وأم المنقطعة، وضمائر الفصل والجملة المعترضة، والاستثناء المنقطع كما حصرت الوصل في الواو فقط، بينما وصل القرآن بجميع حروف العطف، وجميع حروف الربط. ثالثًا: أنها سمت الفصل بين الخبرية والإنشائية كمال الانقطاع، وجعلت الاتفاق بين ركني الجملة خبرًا أو إنشاءً مبررًا للوصل بينما جوز سيبويه، وبعض أئمة النحو عطف الخبرية على الإنشائية، وعدد ذلك الدكتور عضيمة في كتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم). رابعًا: أن ما أطلق عليه كمال الانقطاع مع إيهام الفصل خلاف المقصود، وضربوا له مثلًا: لا وعافاك الله، يعتبر دليلًا على عطف الإنشائية على الخبرية، ولا بمعنى أنفي ذلك فهي جملة خبرية، وعافاك الله جملة خبرية لفظًا إنشائية معنى؛ لأنها أفادت الدعاء.