الأزواج أكثر منها في الأولاد وقدمت الأموال على الأولاد في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ (التغابن: ١٥)، لأن الأموال أكثر فتنة من الأولاد كما قدمت في الآية الكريمة ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (الكهف: ٤٦)، ولكنه سبحانه عندما ذكر الشهوات قدم النساء والبنين عليها فقال: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (آل عمران: ١٤).
هكذا نرى القرآن الكريم لا ينهج في ترتيب كلماته سوى هذا المنهج الفني الذي يقدم ما يقدم لمعنى نفهمه وراء رصف الألفاظ، وحكمة ندركها من هذا النسيج المحكم المتين.
الفروق في الاستخدامات، وما بها من إعجاز بياني في نظم القرآن
ونتناول ثلاث ظواهر؛ الأولى: الحال.
النحاة عندما يتحدثون عن الحال يقولون عنه: إنه وصف فضلة منتصب يبين هيئة صاحبه أو يصلح جوابًا لكيف، وأنه يأتي نكرة وصاحبه يأتي معرفة، وأنه يكون منتقلًا غالبًا، وأنه يأتي جملة ومفردًا، وما بينهما أي شبه جملة فإنها إذا قدرت بكائن صارت ناحية المفرد، وإذا قدرت باستقر صارت ناحية الجملة، وهذه الدراسة النحوية للحال تفيدنا كثيرًا عندما نتحدث عن الحال في الجانب البلاغي، فإن سألت كيف هذا؟


الصفحة التالية
Icon