للدكتور كريم حسنين، (الخلق بين العنكبوتية الداروينية والحقيقة القرآنية) أيضًا للدكتور كريم حسنين، وغير ذلك من المصنفات التي كُتبت؛ كلٌّ يعرف علمًا ينظر في كتاب الله ويتوصل لهذه الحقيقة وهي وجود الإعجاز العلمي في كتاب الله، فضلًا عما ذكره العلماء السابقون في هذا المجال من مسائل واضحة في القرآن؛ من خلق الجنين وتكوينه، وكذلك من الكون وما فيه مصداق قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَق﴾ (فصلت: ٥٣)، هذا والله أعلم يكفينا في حديثنا عن الإعجاز العلمي.
الإعجاز العددي في القرآن الكريم
النقطة الثانية هي: الإعجاز العددي:
العرب أمة لا تعرف الكتابة وأيضًا لا تعرف الحساب، بمعنى: أنها في هذين المجالين ضعيفة في مجال الحساب والأعداد وفي مجال القراءة والكتابة؛ لأنها أمة أمية، فنجد أن القرآن تناول في ثناياه ما سُمي بالإعجاز العددي في الحديث عن الأعداد وحساباتها، ومعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعرف هذه القواعد من قواعد الحساب التي ذكرها القرآن وتحدث فيها المولى سبحانه وتعالى.
وهذه المسألة لا نريد أن نطيل فيها الكلام؛ لأنها تُعد أيضًا لطيفة من اللطائف التي تنبه إليها بعض العلماء في أن القرآن الأرقام فيه هي طبق الأرقام التي وُجدت في أسفار وفي كتب السابقين، ويُستشهد على ذلك بقصة نوح -عليه السلام- في القرآن في قول الله -سبحانه وتعالى: ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ (العنكبوت: ١٤)، ففي سفر التكوين من التوراة أنه عاش تسعمائة وخمسين سنة، وكذلك في قصة أصحاب الكهف عند أهل الكتاب أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة شمسية، هذا ما هو موجود في كتب أهل الكتاب، فإذا ما نظرنا في القرآن الكريم