تنقسم إلى صوامت وحركات، والصوامت هي الحروف التي ننطقها أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، هذه الحروف تُسمى الصوامت.
أما الحركات فهي الحركة التي توضع على هذا الحرف الصامت وهي الفتحة بَ، والكسرة بِ، والضمة بُ... إلى آخره هي الحركات الثلاث.
بعد ذلك تعرف أيضًا من خلال دراستك في علم التجويد وتفاصيله، أن الحروف لها مخارج ولها صفات، فمخارج الحروف خمسة: الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم، وصفات الحروف إما صفات لازمة أو صفات عارضة؛ صفات لازمة أي تلزم الحرف ولا يفارقها، مثل الجهر والهمس والشدة والرخاوة والاستعلاء والإطباق والاستفال والانفتاح والإصمات والتفشي والاستطالة... إلى آخره، وصفات عارضة أي تطرق على الكلمة أو على الحرف تطرق على الحرف في حال معينة، كحال تسكينه أو حال الختام به أو غير ذلك، وهي صفات مثل الترقيق والتفخيم والإدغام والإخفاء والإقلاب والإظهار والمد والغنة... إلى آخره.
هذا كله تعرفه أيها الابن الحبيب، أما الذي نريد أن نشير إليه الآن في درسنا هو أن تعلم أن هذه المخارج وهذه الصفات إنما أُخذ أكثرها من ألفاظ القرآن الكريم، لا من كلام العرب وفصاحتهم، فهنا موضع القول؛ فإن طريقة النظم التي اتسقت بها ألفاظ القرآن وتألفت لها حروف هذه الألفاظ إنما هي طريقة يتوخى بها إلى أنواع من المنطق وصفات من اللهجة- لم تكن على هذا الوجه من كلام العرب، ولكنها ظهرت فيه أول شيء على لسان النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، مما جعل المسامع لا تنبو عن شيء من القرآن ولا تلوي من دونه حجاب القلب، حتى لم يكن لمن يسمعه بد من الاسترسال إليه والتوفر على الإصغاء، لا يستمهله أمر من دونه وإن كان أمر