وبانفجاره تحول إلى كرة من الإشعاع، والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة، حتى تحولت إلى غلالة من الدخان، فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدِّر الحسابات الفيزيائية انخفاض درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجة المطلقة إلى عشرة بلايين من الدرجات المطلقة وعندها تحول الكون إلى غلالة من الدخان المكون من الفوتونات، والإلكترونات والنيترينوات، وأضداد هذه الجسيمات في زوجية واضحة مع قليل من البروتونات والنيترونات.
ولولا استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة، لأفنت الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضًا وانتهى الكون، ولكنه حفظ بحفظ الله الذي أتقن كل شيء خلقه، والنيترونات يمكن أن توجد في الكون على هيئة ما يسمى باسم المادة الداكنة.
وقد نادى ألنجوس في سنة ١٩٨١م بأن التمدد عند بدء الانفجار العظيم كان بمعدلات فائقة التصور، أدت إلى زيادة قطر الكون بمعدل عشر مرة في الجزء من الثانية، وتشير حسابات الفيزياء النظرية إلى معدلات أعلى من ذلك، وإلى الاستمرار في انخفاض درجة حرارة الكون إلى بليون؛ يعني ألف مليون درجة مطلقة بعد ذلك بقليل، وعند تلك الدرجة ابتعدت البروتونات والنيترونات؛ لتكوين نوى ذرات الأيدروجين الثقيل أو الديتريون التي تحللت إلى الإدروجين أو اتحدت مع مزيج من البروتونات، والنيترونات؛ لتكون نوى ذرات الهيليوم، والقليل من نوى ذرات عناصر أعلى، مثل نوى ذرات الليثيوم، ونوى ذرات البرليوم، ولكن بقيت النسبة الغالبة لنوى ذرات غازى الإدروجين والهليوم.
وتشير الحسابات النظرية إلى أنه بعد ذلك بقليل توقف إنتاج كل من الهليوم، والعناصر التالية له، واستمر الكون في الاتساع والتمدد والتبرد لفترة زمنية


الصفحة التالية
Icon