وبعد فناء أغلب البروتونات وأضدادها بدأ الكون في الاتساع، ويحتمل وجود كمية من النيترونات باقية في كوننا المدرك نظرًا لضعف تفاعلها مع أضدادها، فلم تُفْنَ بالكامل.
٢ - بعد مضي ثانية واحدة على الانفجار الكوني العظيم، تقدر الحسابات النظرية أن كمية الطاقة المتوفرة في الكون أصبحت تسمح بتكون جسيمات، مثل الإليكترون الذي يحمل شحنة سالبة، وضده البزيترون الذي يحمل شحنة موجبة.
وقد أفنت هذه الجسيمات بعضها بعضًا، تاركة وراءها محيطًا من الإشعاع الحار على هيئة فيونات الطاقة، التي انتشرت في كل الكون، والتي تدرك آثارها اليوم فيما يعرف باسم الخلفية الإشعاعية للكون، والتي تشير إلى تناقص كل من كثافة الكون، ودرجة حرارته باستمرار مع الزمن.
٣ - بعد نحو خمس ثوان من عملية الانفجار الكوني، تشير الحسابات النظرية إلى أن درجة حرارة الكون انخفضت إلى عدة ملايين من الدرجات المطلقة، ولم يكن موجودًا بالكون سوى عدد من الجسيمات الأولية لكل من المادة والطاقة، من مثل: البروتونات، والنيترونات، والإلكترونات، والنتريونات، والفوتونات.
٤ - بعد نحو مائة ثانية من الانفجار الكوني، الذي هو فتق الرتق تقدر الحسابات النظرية أن درجة حرارة الكون قد انخفضت إلى نحو البليون درجة مطلقة، فبدأت البروتونات، والنيترونات في الاتحاد بعملية الاندماج النووي لتكون نوى مجرات نظائر كل من النيتروجين، والهليوم، والليثيوم على التوالي، وتشير كل من الحسابات الرياضية، والتجارب المختبرية إلى أن أول النوى الذرية تكونًا كانت نوى ذرة نظير الإدروجين الثقيل المعروف باسم ديوتريون، ثم تلته نوى نظائر الهليوم.


الصفحة التالية
Icon