٥ - بعد دقائق من الانفجار الكوني العظيم، تشير الحسابات النظرية إلى أن درجة حرارة الكون قد انخفضت إلى مائة مليون درجة مطلقة، مما شجع على الاستمرار في عملية الاندماج النووي، حتى تم تحويل ٢٥% من كتلة الكون إلى غاز الهليوم، وبقيت غالبية النسبة الباقية ٧٥% مكونة من غاز الإدروجين، وينعكس ذلك على التركيب الحالي للكون المدرك، الذي لا يزال الإدروجين يشكل مكونه الأساسي بنسبة تزيد قليلًا على ٧٤%، يليه الهيليوم بنسبة تبلغ ٢٤%، وباقي المائة لخمسة من العناصر المعروفة تكون أقل من ٢%، ولذلك يعتقد الفلكيون المعاصرون أن تخلق العناصر في كوننا المدرك قد تم على مرحلتين متتاليتين؛ في الأولى منهما تكونت العناصر الخفيفة عقب عملية الانفجار الكوني مباشرة، وفي المرحلة الثانية: تكونت العناصر الثقيلة بالإضافة إلى كميات جديدة من معظم العناصر الخفيفة، وذلك في داخل النجوم خاصة الشديدة الحرارة منها مثل المستعرات، أو في مراحل انفجارها على هيئة ما يعرف باسم المستعرات العظمى.
دعوة قرآنية لإعادة التفكير
يقول الدكتور زغلول النجار: لقد أشرنا في الأسطر السابقة إلى أن كلًّا من الحسابات النظرية في مجالات علمي الفلك والفيزياء الفلكية تدعو إلى الاعتناق بأن تخلق العناصر المعروفة لنا في الكون قد تم بعملية الاندماج النووي على مرحلتين كما يلي:
المرحلة الأولى: وقد تكونت فيها العناصر الخفيفة عقب عملية الانفجار الكوني مباشرة.
المرحلة الثانية: وقد تكونت فيها العناصر الثقيلة بالإضافة إلى كميات جديدة من العناصر الخفيفة، ولا تزالان تتكونان في داخل النجوم، وفي مراحل استعارها، وانفجارها المختلفة.