لأن الرق هو كل ما يكتب فيه، والمنشور؛ أي المبسوط غير المطوي وغير المختوم عليه؛ بمعنى أنه مفتوح أمام الجميع يستطيعون قراءته، أو الاستماع إليه بغير حجر أو منع؛ مما يؤكد أن المقصود بقول ربنا - تبارك وتعالى -: ﴿وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ﴾ (الطور: ٢) هو القرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم يقر ؤ هـ الخلق جميع هم، ويستمعون إليه بغير قيود أو حدود من أي نوع.
وهكذا كانت الكتب السماوية التي سبقته بالنزول قبل ضياعها، وتعرض ما بقي منها من ذكريات إلى التحريف والتبديل والتغيير، وفي النشر إشارة إلى سلامة القرآن الكريم من كل نقص وعيب.
وجاء القسم الرابع بصياغة ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾ (الطور: ٤) وهو بيت في السماء السابعة حيال الكعبة؛ أي في مقابلتها إلى أعل ى وعل ى استقامتها تماما، وهو أيضا حيال العرش إلى أسفل منه وعلى استقامته، تعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفًا منهم، ثم لا يعودون إليه؛ كما روى ابن عباس - رضي الله عنه - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو لأهل السماء كالكعبة المشرفة لأهل الأرض.
ويروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال يوما لأصحابه: ((هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال -صلى الله عليه وسلم-: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم)).
ويروى عنه وصفا مشابها للبيت المعمور في حديث الإسراء والمعراج، كما جاء في الصحيحين في حديث أخرجه البخاري الحديث رقم٣٢٠٧ والحديث ٣٨٨٦ ومسلم في الحديث ٤١٥
وجاء القسم الخامس بصياغة ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ﴾ (الطور: ٥) وفيه قيل: هو السماء القائمة بغير عمد مرئية؛ كما جاء على لسان الإمام علي -رضي الله عنه- ووافقه