كتل مستقرة نسبيا موجودة في أواسط القارات ما هي في الحقيقة إلا جذور السلاسل الجبلية القديمة التي تم تعريتها.
هذه العمليات المعقدة من الصراع بين القوى البانية في داخل الأرض والقوى الهدمية من خارجها؛ هي التي أدت بأمر من الخالق - سبحانه - إلى بناء القارات ورفعها فوق مستوى البحار والمحيطات على هيئة مجموعات من أطواف ومنظومات وسلاسل وأحزمة جبلية شاهقة ظلت تضاف إلى بعضها البعض بانتظام وبطء لتزيد من مساحة القارات التي كانت في بادئ الأمر جبلية وعرة لا تسمح وعورتها بعمرانها، ثم بدأت عوامل التعرية في الأخذ من تلك الجبال الشاهقة بالتدريج حتى حولتها إلى السهول الواسعة والهضاب والنجود المنخفضة والأودية المحفورة والرواسخ الثابتة التي تشكل أواسط القارات اليوم حتى وصلت الأرض إلى صورتها المناسبة للعمران، ولذلك يمن علينا ربنا - سبحانه - بتمهيد الأرض ويلوم المنكرين للبعث بتوجيه هذا اللوم من الاستفهام التقريري التوبيخي التقريعي الذي يقول فيه الحق: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾؛ أي ألم نجعل لكم الأرض فراش ً اموط أكالمهد؛ لتمكينكم من الاستقرار عليها والتقلب في أنحائها، والانتفاع بما أودعناه لكم فيها؛ لأن الأرض لو بقيت جبالا شاهقة الارتفاع متشابكة التضاريس معدومة الممرات والمسالك لما أمكن العيش على سطحها، فسبحان الذي أنزل هذه اللفتة القرآنية المبهرة في محكم كتاب هـ من قبل ألف وأربعمائة من السنين، وهي حقيقة لم يدركها الإنسان إلا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
ثاني ً ا: في قول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ من الأمور المشاهدة أن سطح الأرض ليس تام الاستواء، وذلك بسبب اختلاف التركيب الكيمائي والمعدني للصخور المكونة له، وبالتالي اختلاف كثافة الصخور المكونة لمختلف