على الآخر كان في ذلك إشارة إلى تبادلهما، وهي إشارة ضمنية رائعة إلى دوران الأرض حول محورها أمام الشمس دون أن تثير بلبلة في زمن لم تكن من مجتمعات الإنسانية بصفة عامة، والمجتمعات في جزيرة العرب بصفة خاصة أي حظ من الثقافة العلمية.
الإشارات الكونية في سورة الزمر
في سياق الاستشهاد على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق، والاستدلال من ذلك على وحدانية الخالق سبحانه، وعلى حتمية البعث وضرورته، جاء في سورة الزمر عدد من الإشارات إلى الكون وبعض مكوناته وظواهره، يمكن إيجازها فيما يلي:
١ - وصف عملية خلق السماوات والأرض بأنها تمَّت بالحق؛ أي: حسب قوانين وسنن منضبطة تشهد لخالقها بأنه الحق سبحانه.
٢ - الإشارة الضمنية الرقيقة إلى كُروية الأرض، وإلى دورانها حول محورها أمام الشمس، وإلى جريها في مدارها، وجري كلٍّ من الشمس والقمر، وبالتالي كل أجرام السماء إلى أجل مسمى.
٣ - التأكيد على خلق البشر كلهم من نفس واحدة.
٤ - ذكر عملية إنزال ثمانية أزواج من الأنعام، والإنزال هنا قد يُشير إلى إنزال الشيفرة الوراثية الخاصة بكل منها.
٥ - الإشارة إلى خلق جنين الإنسان في ظُلمات ثلاث، وهو ما أثبته علم الأجنة مؤخرًا.
٦ - التأكيد على عدم المساواة بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وأن الذين يتدبَّرون، ويفهمون، ويتذكرون هم أولو الألباب والنهى.


الصفحة التالية
Icon