فيزيد"، وجاء في هامش التعليق؛ التعليق التالي من أحد المحققين قوله تعالى: ﴿يكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ ما ذكره المؤلف الجلال المحلي في معنى التكوير هو معنى الإيلاج الوارد في مثل قوله تعالى: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ﴾ (الحج: ٦١).
هذا تفسير غير موافق لمعنى اللغة لأن التكوير والإيلاج ليس بمعنًى واحد، إلا فما معنى قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ قال في (القاموس): التكوير في اللغة طرح الشيء بعضه على بعض، ومنه كور العمامة، فيكون معنى الآية: أن الله تعالى سخر الليل على النهار يتعاقبان، يذهب أحدهما فيعقبه الآخر إلى يوم القيامة، وفي الآية إشارة واضحة إلى أن الأرض لا تخلوا من ليل في مكان ونهار في آخر، على مدار الساعة.
وذكر صاحب (الظلال) -رحمه الله رحمة واسعة- ما نصه: خلق السماوات والأرض بالحق، وأنزل معهم، وهو قوله: ﴿وَأَنْزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ (البقرة: ٢١٣) في سورة البقرة، فهو الحق الواحد في ذلك الكون، وفي هذا الكتاب، وكلاهما صادر من مصدر واحد، وكلاهما آية على وحدة المبدع العزيز الحكيم، يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل، وهو تعبير عجيب يقصر الناظر فيه قصرًا على الالتفات إلى ما كشف حديثًا عن كروية الأرضية، فهو يصوِّر حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض، فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس، فالجزء الذي يُواجه الشمس من سطحها المكوَّر يغمره الضوء ويكون نهارًا، ولكن هذا الجزء لا يثبت؛ لأن الأرض تدور، وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه