قطع عظام تشبه الجبال في العظم كائنة فيها، قوله: ﴿مِنْ بَرَدٍ﴾ مفعول ينزل على أن " من " تبعيضية والأوليان لابتداء الغاية؛ أي ي نزل مبتدئا من السماء من جبال فيها بعض برد وقال الشوكاني والبيضاوي بمثل ما قال أبو السعود إلا أنه اعتبر " من " الثالثة بيانية فقال: " من برد بيان للجبال والمفعول محذوف؛ أي ينزل مبتدئا من السماء من جبال فيها من برد".
قوله: ﴿فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ﴾ هذه الفقرة من الآية الكريمة تقرر أن نزول البرد مكان ً اوزمانًا مرهون بمشيئة الله - سبحانه وتعالى - ومع معرفتنا بأن الأمر متعلق بمشيئة الله التي لا نعلمها إلا أن الله قد جعل لكل شيء قدر ًا، فوقت نزول المطر بيده ونزول البرد بيده - سبحانه - ولكن ذلك كله يجري وفق سنن محكمة. قوله: ﴿يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ يبين الله تعالى أن للبرد برقًا شديد اللمعان فالضمير في " برق هـ" يرجع إلى أقرب مذكور وهو البرد، و " سن االبرق " شدة بريق هـ وضوئه، " يذهب بالأبصار "؛ أي خطفه إياها من شدة الإضاءة، فنسبة البرق إلى البرد في كتاب الله.
التحقيق العلمي للآية
هناك أنواع كثيرة من السحب والقليل منها هو المطر، وقد صنف علماء الأرصاد السحب إلى أنواع متعددة تعتمد على ارتفاع قاعدتها وسمكها وطريقة تكوينها، وأحد أنواع هذه السحب يسمى بالسحب الركامية، وهي الوحيدة التي قد تتطور بإذن الله لتصبح ما يسمى بالركام المزني الذي يجود بالمطر الوفير، وهو النوع الوحيد الذي قد يصاحبه البرد والبرق والرعد، ويتميز هذا النوع بسمك كبير، وقد يصل إلى أكثر من ١٥ كيلو متر ًا، ويشبه الجبال، ويتطور علم الأرصاد