الخمس للحياة الإنسانية، إذ يستحيل قيام كيان اجتماعي يسوده العدل والأمن النفسي والاجتماعي إلا بالمحافظة على الدين، والنفس، والعرض والمال والعقل.
ويقرر القرآن أيضًا العلاقات الدولية في الحرب والسلم بين المسلمين وجيرانهم، أو معاهديهم، وهي أرفع معاملة عُرِفَتْ في عصورِ الحضَارَةِ الإنسانية، وبهذه التشريعات أخرج القرآن خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله. قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (آل عمران: ١١٠).
ثالثًا: من وجوه إعجاز القرآن: إعجاز الهداية، وهي أن هذا الدين هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها، فإذا حَلَّ في أمةٍ استوطنها؛ فصار جزءًا من كيانها، وما دخل أرضًا إلا وبقي فيها رغم ما يصيب أهلها من الابتلاء في دينهم.
رابعًا: من وجوه إعجاز القرآن: الإعجاز الغيبي. مثل: إخبار القرآن الكريم بانتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم، والذي تحقق بعد بضع سنوات في قوله تعالى: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ (الروم: ١ - ٤).
خامسًا: من وجوه إعجاز القرآن: الإعجاز العلمي:
لقد شاع مصطلح الإعجاز العلمي في عصرنا للدلالة على أوجه إعجاز القرآن التي كشفت عنها العلوم الكونية بما يوجب التعريف به، والمقصود بالعلم في هذا المقام العلم التجريبي.