وَلَا يخفي حكمهم على محققي أهل الْإِسْلَام أَو الْمَعْنى تجْرِي إِلَى وَقت لَهَا لَا تتعداه وعَلى هَذَا مستقرها انْتِهَاء سَيرهَا عِنْد انْقِضَاء الدُّنْيَا وَفِي الحَدِيث عَن أبي ذَر قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد عِنْد غرُوب الشَّمْس فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَر أَتَدْرِي أَيْن تذْهب هَذِه الشَّمْس قلت الله تَعَالَى وَرَسُوله أعلم قَالَ تذْهب لتسجد فَتَسْتَأْذِن للرُّجُوع فَيُؤذن لَهَا ويوشك أَن تسْجد فَلَا يقبل مِنْهَا وتستأذن فَلَا يُؤذن لَهَا فَيُقَال لَهَا ارجعي من حَيْثُ جِئْت فَتَطلع من مغْرِبهَا فَذَلِك قَوْله عز وَجل ﴿وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر لَهَا﴾ " (١). وَفِي رِوَايَة: "أَتَدْرُونَ أَيْن تذْهب هَذِه الشَّمْس قَالُوا الله تَعَالَى وَرَسُوله أعلم قَالَ إِن هَذِه تجْرِي حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مستقرها تَحت الْعَرْش فتخر سَاجِدَة"، الحَدِيث.
قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ جمَاعَة بِظَاهِر الحَدِيث قَالَ الواحدي وعَلى هَذَا القَوْل إِذا غربت الشَّمْس كل يَوْم اسْتَقَرَّتْ تَحت الْعَرْش إِلَى أَن تطلع ثمَّ قَالَ النَّوَوِيّ وسجودها بتمييز وَإِدْرَاك يخلقه الله تَعَالَى فِيهَا
وَالْأَمر فِي ذَلِك مُشكل إِذا كَانَ السُّجُود والاستقرار كل لَيْلَة تَحت الْعَرْش فَإِنَّهُ لَا خلاف فِي أَنَّهَا تغرب عِنْد قوم وتطلع على آخَرين وَاللَّيْل يطول عِنْد قوم وَيقصر عِنْد آخَرين وَبَين اللَّيْل وَالنَّهَار اخْتِلَاف مَا فِي الطول وَالْقصر عِنْد خطّ الاسْتوَاء وَفِي بعض الْبِلَاد قد يطلع الْفجْر قبل أَن يغيب شفق الْغُرُوب وَفِي عرض تسعين لَا تزَال طالعة مَا دَامَت فِي البروج الشمالية وغاربة مَا دَامَت فِي البروج الجنوبية فَالسنة نصفهَا ليل وَنِصْفهَا نَهَار على مَا فصل فِي مَوْضِعه
والأدلة قَائِمَة على أَنَّهَا لَا تسكن عِنْد غُرُوبهَا وَإِلَّا كَانَت سَاكِنة بِنَاء على أَن غُرُوبهَا فِي أفق طُلُوع فِي غَيره.