عمر قد قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين، وعند تمامها نحر بدنة، أخرجه مالك في الموطأ. وقول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي - ﷺ - أي: ولم يخالفه غيره ولم يكن للرأي فيه مجال، وهذا لا دخل للرأي فيه فلو خالفه غيره أو كان للرأي فيه مجال -لا يكون قوله حجة.
واشتهر هذا الفن عن جماعة من الخلف، وهم: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني القارئ (١)، وعن صاحبه يعقوب بن إسحاق الحضرميِّ البصريِّ (٢)، وعن أبي حاتم السجستاني (٣)، وعن محمد بن عيسى، وعن أحمد بن موسى (٤)، وعن علي بن حمزة الكسائي (٥)، وعن القراء الكوفيين، وعن الأخفش سعيد (٦)، وعن أبي عبيدة معمر بن

(١) مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب المدني أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح، أخذ القراءة عرضًا عن جماعة من تابعي أهل المدينة منهم عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح ويزيد بن رومان ومسلم بن جندب، وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا إسماعيل بن جعفر وعيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز ومالك بن أنس وعيسى بن مينا قالون (ت١٦٩هـ). انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٨٧)، ميزان الاعتدال (٤/ ٢٤٢)، عبر الذهبي (١/ ٢٥٧)، طبقات القراء لابن الجزري (٢/ ٣٣٠ – ٣٣٤)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٤٠٧، ٤٠٨).
(٢) الإمام المجود الحافظ، مقرئ البصرة، أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري، أحد القراء العشرة، تلا على أبي المنذر سلام الطويل، وأبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب بن شرنفة، وسمع أحرفا من حمزة الزيات، وسمع الكثير من شعبة، وهمام، وأبي عقيل الدورقي (ت٢٠٥هـ). انظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٣٠٤)، التاريخ الكبير (٨/ ٣٩٩، ٤٠٠)، التاريخ الصغير (٢/ ٣٠٤)، معرفة القراء الكبار للذهبي (١/ ١٣٠)، غاية النهاية في طبقات القراء (٢/ ٣٨٦ – ٣٨٩).
(٣) سهل بن محمد بن عثمان الجشمي السجستاني، من كبار العلماء باللغة والشعر، من أهل البصرة كان المبرد يلازم القراءة عليه، له نيف وثلاثون كتابا، منها كتاب: المعمرين، والنخلة، وما تلحن فيه العامة، والشجر والنبات، والطير، والأضداد، والوحوش، والحشرات، والشوق إلى الوطن، والعشب والبقل، والفرق بين الآدميين، وكل ذي روح، والمختصر في النحو على مذهب الأخفش وسيبويه، وله شعر جيد (ت٢٤٨ هـ).
(٤) ابن مجاهد التميمي البغدادي شيخ الصنعة وأول من سبَّع السبعة، قرأ على عبد الرحمن بن عبدوس وقنبل المكي وعبد الله ابن كثير المؤدب وغيرهم، قرأ عليه وروى عنه الحروف أحمد بن محمد بن بشر الشارب وأحمد بن نصر الشذائي وأحمد بن موسى بن عبد الرحمن وغيرهم كثير (ت٣٢٤هـ). انظر: معجم الأدباء (٥/ ٦٥ – ٧٣)، معرفة القراء (١/ ٢١٦ – ٢١٨)، البداية والنهاية (١١/ ١٨٥)، غاية النهاية (١/ ١٣٩ - ١٤٢).
(٥) الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، وأحد الأئمة السبعة، أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن عيسى بن عمر الهمداني، وروى الحروف عن أبي بكر ابن عياش وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع، أخذ عنه القراءة عرضا وسماعا إبراهيم ابن زاذان وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريج وحفص بن عمر الدوري (ت١٨٩هـ). انظر: التاريخ الكبير (٦/ ٢٦٨)، طبقات النحويين (١٣٨، ١٤٢)، معجم الأدباء (١٣/ ١٦٧، ٢٠٣)، دول الإسلام (١/ ١٢٠)، البداية والنهاية (١١/ ٢٠١، ٢٠٢).
(٦) الأخفش الأوسط: سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط، نحوي، عالم باللغة والأدب، من أهل بلخ، سكن البصرة، وأخذ العربية عن سيبوية، وصنف كتبا منها: تفسير معاني القرآن، وشرح أبيات المعاني، والاشتقاق، ومعاني الشعر، وكتاب الملوك، والقوافي، وزاد في العروض بحر (المتدارك)، وكان الخليل قد جعل البحور خمسة عشر فأصبحت ستة عشر (ت٢١٥ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (٧/ ١٨٨).


الصفحة التالية
Icon