وكلها متواتر تجوز القراءة به في الصلاة وغيرها، واختلف فيما وراء العشرة وخالف خط المصحف الإمام، فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته في الصلاة ولا في غيرها، وما لا يخالف تجوز القراءة به خارج الصلاة، وقال ابن عبد البر (١): لا تجوز القراءة بها ولا يصلى خلف من قرأ بها، وقال ابن الجزري (٢): تجوز مطلقًا إلَّا في الفاتحة للمصلي، انظر: شرح العباب للرملي (٣).

(١) ابن عبد البر (٣٦٨ - ٤٦٣ هـ = ٩٧٨ - ١٠٧١ م) يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أبو عمر: من كبار حفاظ الحديث، مؤرخ، أديب، بحاثة، يقال له: حافظ المغرب، ولد بقرطبة، ورحل رحلات طويلة في غربي الأندلس وشرقيها، وولي قضاء لشبونة وشنترين، وتوفي بشاطبة، من كتبه: الدرر في اختصار المغازي والسير، والعقل والعقلاء، والاستيعاب -في تراجم الصحابة، وجامع بيان العلم وفضله، والمدخل -في القراءات، وبهجة المجالس وأنس المجالس -في المحاضرات، واختصره ابن ليون وسماه: بغية المؤانس من بهجة المجالس، والانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء -ترجم به مالكًا وأبا حنيفة والشافعي، والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار -وهو اختصار: التمهيد، والقصد الأمم -في الأنساب، والإنباه على قبائل الرواه، والتقصي لحديث الموطأ، أو تجريد التمهيد، والإنصاف فيما بين العلماء من الاختلاف، والكافي في الفقه، ونزهة المستمتعين وروضة الخائفين، وذكر التعريف بجماعة من الفقهاء أصحاب مالك، وفي من عُرف من الصحابة بكنيته، والثاني: المعروفون بالكُنى من حملة العلم، والثالث: من لم يذكر له اسم سوى كنيته، من رجال الحديث. انظر: الأعلام للزركلي (٨/ ٢٤٠).
(٢) محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه، من حفاظ الحديث، ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها: (دار القرآن)، ورحل إلى مصر مرارًا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر، ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها، ومات فيها، نسبته إلى (جزيرة ابن عمر)، من كتبه: النشر في القراءات العشر، وغاية النهاية في طبقات القراء، اختصره من كتاب آخر له اسمه: نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات، والتمهيد في علم التجويد، وملخص تاريخ الإسلام، وذات الشفاء في سيرة النبي والخلفاء -منظومة، وفضائل القرآن، وسلاح المؤمن -في الحديث، ومنجد المقرئين، والحصن الحصين -في الأدعية والأذكار المأثورة، وحاشية عليه سماها: مفتاح الحصن الحصين، ومختصر عدة الحصن الحصين، والتتمة في القراءات، وتحبير التيسير -في القراءات العشر، وتقريب النشر في القراءات العشر، والدرة المضية -في القراءات، وطيبة النشر في القراءات العشر -منظومة، والمقدمة الجزرية -أرجوزة في التجويد، وأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، والهداية في علم الرواية -في المصطلح، والمصعد الأحمد في ختم مسند الأمام أحمد -في الحديث، وله نظم، أكثره أراجيز في القراءات
(ت٨٣٣ هـ). الأعلام للزركلي (٧/ ٤٥).
(٣) الرملي (٧٧٣ - ٨٤٤ هـ = ١٣٧١ - ١٤٤٠ م) أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن أرسلان، أبو العباس، شهاب الدين، الرملي: فقيه شافعي، ولد بالرملة (بفلسطين) وانتقل في كبره إلى القدس، فتوفي بها، وكان زاهدًا متهجدًا، له: الزبد -منظومة في الفقه، ويقال لها: صفوة الزبد، وشرح سنن أبي داود، ومنظومة في علم القراءات، وشرح البخاري، وطبقات الشافعية -تراجم، وتصحيح الحاوي -فقه، وإعراب الألفية -نحو. انظر: الأعلام للزركلي (١/ ١١٧).


الصفحة التالية
Icon