شك أن القبائل كانت ترد على النبي - ﷺ - وكان يترجم لكل أحد بحسب لغته، فكان يمد قدر الألف والألفين والثلاثة لمن لغته كذلك، وكان يفخم لمن لغته كذلك، ويرقق لمن لغته كذلك، ويميل لمن لغته كذلك.
وأما ما يفعله قراء زماننا من أن القارئ كل آية يجمع ما فيها من اللغات فلم يبلغنا وقوعه عن رسول الله - ﷺ - ولا عن أحد من أصحابه، قاله الشعرواي (١) في (الدرر المنثورة في بيان زبدة العلوم المشهورة).
وينبغي للقارئ أن يقطع الآية التي فيها ذكر النار، أو العقاب عما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة، ويقطعها أيضًا عما بعدها إن كان بعدها ذكر النار، نحو قوله: ﴿وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (٦)﴾ هنا الوقف، ولا يوصل ذلك بقوله: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾، ونحو:
﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ هنا الوقف، ولا يوصله بما بعده، ونحو: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ﴾، ونحو قوله في التوبة: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا﴾، وكذا كل ما هو خارج عن حكم الأول -فإنه يقطع.