سورة مريم
مكية
-[آيها:] وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي، وثمانٍ في عد الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات: ﴿كهيعص (١)﴾ [١] عدّها الكوفي، ﴿فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ﴾ [٤١] عدّها المدني الأخير، والمكي: ﴿فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا﴾ [٧٥] لم يعدها الكوفي.
- وكلمها: تسعمائة واثنان وستون كلمة.
- وحروفها: ثلاثة آلاف وثمانمائة وحرفان.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع: «شيئًا»، «عتيا»، «الذين اهتدوا هدى»، «لتبشر به المتقين».
قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يوقف على كل حرف منها والصحيح الوقف على آخرها؛ لأنَّهم كتبوها كالكلمة الواحدة، فلا يوقف على بعضها دون بعض (١). وقال الشعبي: «لله في كل كتاب سر، وسرّه في القرآن فواتح السور» (٢)، وقد تقدم هل هي مبنية أو معربة أقوال؟ فعلى؛ أنَّها معربة الوقف عليها تام؛ لأنَّ المراد: معنى هذه الحروف على أنَّ كهيعص خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو في محل نصب بإضمار فعل تقديره: اتل، وليست بوقف إن جعلت في موضع رفع على الابتداء، و «ذكر رحمت» الخبر، أو جعلت حروفًا أقسم الله بها، فلا يوقف عليها حتى يؤتى بجواب القسم؛ إلاَّ أن تجعله محذوفًا بعده فيجوز الوقف عليها.
﴿زَكَرِيَّا (٢)﴾ [٢] كاف؛ إن علق «إذ» بمحذوف، وليس بوقف إن جعل العامل فيه «ذكر»، أو «رحمت»، وإنَّما أضاف الـ «ذكر» إلى «رحمت»؛ لأنَّه من أجلها كان.
﴿خَفِيًّا (٣)﴾ [٣] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، وإنَّما أخفى دعاءه عن الناس لئلاَّ يلام على طلب الولد بعد ما شاخ وكبر سنه وكان يومئذ ابن خمس وتسعين سنة.
﴿شَقِيًّا (٤)﴾ [٤] كاف، ومثله: «وليًا» على قراءة من قرأ (٣): «يرثُني ويرثُ» بالرفع؛ على الاستئناف والأَوْلَى الوصل سواء رفعت ما بعده، أو جزمت، فالجزم جواب الأمر قبله، ولا يفصل بين
(٢) انظر: معاني القرآن للنحاس بتحقيق الصابوني (١/ ٧٧).
(٣) وهي قراءة نافع -ابن كثير -ابن عامر -عاصم -حمزة -أبو جعفر -يعقوب -خلف، وقرأ الباقون بالجزم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٢٩٧)، الإعراب للنحاس (٢/ ٣٠٢، ٣٠٣)، الإملاء للعكبري (٢/ ٦٠، ٦١)، البحر المحيط (٦/ ١٧٤)، التيسير (ص: ١٤٨)، تفسير الطبري (١٦/ ٣٨)، تفسير القرطبي (١١/ ٨١)، السبعة (ص: ٤١٧)، النشر (٢/ ٣١٧).