قلوبهم»، إلا على سبيل التسامح لارتباط الكلام بعضه ببعض، وذلك أنَّ اللام في: «ليجعل ما يلقي الشيطان»، (لام كي)، وهي متعلقة بما قبلها، واللام في «وليعلم»، (لام كي) أيضًا معطوفة على اللام الأولى، والمعنى: أنَّ الله قد أحكم آياته وأبطل وسوسة الشيبطان بما ألقاه على لسان نبيه؛ ليجعل رجوع النبي عما ألقاه الشيطان محنة، واختبار للمنافقين والقاسية قلوبهم، وليعلم المؤمنون أن القرآن حق لا يمازجه شيء (١).
﴿إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٤)﴾ [٥٤] تام، ومثله: «عقيم» على استئناف ما بعده.
﴿يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ [٥٦] حسن، وإن كان ما بعده متصلًا بما قبله في المعنى؛ لكونه بيانًا للحكم.
﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦)﴾ [٥٦] تام.
﴿بِآَيَاتِنَا﴾ [٥٧] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وإنَّما دخلت الفاء في خبر «الذين» لما تضمن المبتدأ معنى الشرط، كما في قوله: «إن الموت الذي تفرون منه فإنَّه ملاقيكم»، أراد: من فر من الموت لقيه كقوله:
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابُ المَنِيَّةُ يَلُفُّهَا | ولَوْ رامَ أَنْ يَرْقَى السَّماءَ بسُلَّمِ (٢) |
﴿أَوْ مَاتُوا﴾ [٥٨] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده خبر «الذين» وإن كان معه قسم محذوف.
﴿رِزْقًا حَسَنًا﴾ [٥٨] حسن.
﴿خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨)﴾ [٥٨] كاف.
﴿يَرْضَوْنَهُ﴾ [٥٩] حسن.
﴿حَلِيمٌ (٥٩)﴾ [٥٩] تام، وقيل: الوقف على ذلك، أي: ذلك لهم.
(٢) قائله زهير بن أبي سلمى، من قصيدة يقول في مطلعها:
ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجاجِ فإنَّه | يُطِيعُ العَوالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَم |
ومضنْ هابَ أسْبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ | ولَوْ رامَ أَنْ يَرْقَى السَّماءَ بسُلَّم |